كبار مسؤولي الأمم المتحدة يحثون المانحين الدوليين على زيادة دعم السوريين
غراندي: "التقديرات الأخيرة تشير إلى أن ما يقرب من 90٪ من اللاجئين في لبنان يعيشون الآن في فقر مدقع".
حث كبار مسؤولي الأمم المتحدة المانحين الدوليين على زيادة المساعدات لملايين السوريين، وللدول المجاورة التي لجؤوا إليها، وذلك قبيل مؤتمر المانحين الخامس بشأن سوريا.
ونقلت موقع “صوت أمريكا” عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قوله إن ملايين اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم يدينون ببقائهم على قيد الحياة لدعم المانحين خلال السنوات العشر الماضية من الصراع، مضيفاً أن الإجهاد بفعل الحرب التي طال أمدها أدى إلى خسائر فادحة.
وقال غراندي إن اللاجئين والمجتمعات المضيفة يعانون من تدهور الظروف المعيشية والتدهور الاقتصادي، مضيفًا أن جائحة كورونا أدت إلى تفاقم أوضاع اللاجئين.
وأضاف أن أحد أشكال هذه الأزمة هو الزيادة الحادة نوعاً ما في مستويات الفقر بين السكان المهجرين، مشيراً إلى أن المنظمة، بالاشتراك مع البنك الدولي، تقدر بأن حوالي مليون لاجئ إضافي قد دخلوا في مستويات فقر مدقع ولاسيما في لبنان.
وأكد غراندي أن التقديرات الأخيرة تشير إلى أن ما يقرب من 90٪ من اللاجئين في لبنان يعيشون الآن في فقر مدقع، فضلاً عن 25٪ على الأقل من المواطنين في لبنان.
بدوره حذر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكيم شتاينر، من أن ضغوطات كورونا على البلدان المضيفة تزيد إلى العبء الهائل الذي تتحمله بالفعل في رعاية اللاجئين السوريين.
وقال شتاينر إن الفقر وعدم المساواة يتصاعدان في جميع أنحاء المنطقة، مضيفاً أن “هذا يضر بحياة وسبل عيش اللاجئين والمجتمعات المضيفة التي تكافح من أجل توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه”.
وبحسب الموقع صوت أمريكا، يتفق رؤساء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الحاجة إلى الدعم الدولي الآن أكثر من أي وقت مضى لتلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين.
كما يؤكدون أن الأموال ضرورية لبناء قدرة اللاجئين والمجتمعات المضيفة على الصمود من خلال معالجة حالة الطوارئ التنموية الحادة التي تواجه المنطقة.
وفي 8 من شباط الماضي، أعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيستضيف المؤتمر الدولي الخامس للمانحين لسوريا يومي 29 و30 من آذار القادم وذلك عبر الانترنت بسبب جائحة فيروس كورونا.
ومع وجود نحو 24 مليون شخص في سوريا وكلاجئين في المنطقة بحاجة إلى مساعدات إنسانية، سيسعى اجتماع المانحين في بروكسل إلى جمع مبلغ قياسي قدره 10 مليارات دولار.
ومن المنتظر أن يتم تخصيص 4.2 مليار دولار لأكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا، الكثير منهم نازحون.
بينما سيتم تخصيص 5.8 مليار دولار، لدعم 5.5 مليون لاجئ سوري 4.8 مليون منهم يعيشون في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وبحسب إحصائيات برنامج الغذاء العالمي، يعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وهو رقم قياسي.
وكانت الأمم المتحدة جمعت خلال مؤتمر المانحين الرابع مساعدات بقيمة 7.7 مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة للسوريين داخل البلاد وفي دول الجوار المحيطة.
ونزح ولجأ ملايين السوريين خلال السنوات العشر الماضية جراء الحرب التي شنها نظام الأسد ضد المدن والقرى الثائرة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكدت في 18 من حزيران الماضي أن سوريا لا تزال تتصدر قائمة أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً حول العالم بإجمالي بلغ 13.2 مليون شخص.