“الصليب الأحمر” يحث على وضع حد “لمأساة على مرأى الجميع” في مخيم الهول
رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصف آلاف الأطفال المحاصرين في مخيم الهول بـ"الضحايا"
وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر “بيتر ماورير” آلاف الأطفال المحاصرين في مخيم الهول شرقي الحسكة، بـ”الضحايا”، بالتزامن مع حملة أمنية أطلقتها الوحدات الكردية في المخيم أمس السبت.
وقال “ماورير” بعد زيارة ميدانية للمخيم: “إن عشرات الآلاف من الأطفال المحاصرين بمخيم الهول وغيره من المخيمات والمحتجزين في السجون هم ضحايا. إنهم ضحايا بغض النظر عما ربما فعلوه هم أو آباؤهم، أو ما هم متهمون به”.
وأشار رئيس “الصليب الأحمر” خلال زيارة استمرت خمسة أيام إلى سوريا، شملت الحسكة ومخيم الهول، إلى أن الأطفال القاطنين بالمخيم: “كثير منهم يتامى أو منفصلون عن آبائهم، يعيشون في ظروف خطيرة دائماً في المخيم”.
كما حثّ “ماورير” الوحدات الكردية على وضع حد “لمأساة على مرأى الجميع”، وأضاف: “توجد أمثلة إيجابية على استعادة أفراد وإعادة دمجهم”.
وأمس السبت، أطلقت الوحدات الكردية حملة أمنية هي الأوسع منذ عامين، داخل مخيم “الهول” شرقي الحسكة، بمشاركة نحو 1200 عنصر، بحثاً عن أسلحة وخلايا تابعة لتنظيم داعش.
وقال مراسل “راديو الكل” في شرقي سوريا، إن الوحدات الكردية (المكوّن الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية) وضعت دشماً وحواجز ترابية داخل أقسام المخيم، إضافة لإنشاء نقاط عسكرية، ونشر عناصر من “قوات مكافحة الإرهاب” عند كل نقطة، وأضاف أنّ الوحدات الكردية اعتقلت 25 سيّدة مع أطفالهن (غالبيتهن عراقيات الجنسية)، إضافة إلى 8 رجال من “القسم الثامن”.
وبات مخيم الهول يشكّل ما يشبه “أزمة دولية” داخل الأراضي السورية، مع وجود الآلاف من عوائل وأطفال مقاتلين أجانب في تنظيم داعش، ترفض غالبية دولهم استعادتهم رغم مناشدات الوحدات الكردية والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
ويُعد “مخيم الهول” (45 كم شرقي الحسكة) أكثر المخيمات سوءاً داخل الأراضي السورية حتى إنه أطلق عليه اسم “مخيم الموت”، ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم هناك 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً (أكثر من 80 بالمئة منهم نساء وأطفال)، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم داعش الأجانب.
ويشهد المخيم أوضاعاً إنسانية مأساوية سجّل خلالها وفيات بين الأطفال بسبب قلة الرعاية الصحية أو البرد، إضافة إلى أوضاع أمنية مضطربة تتمثل باغتيالات شبه يومية ضد قاطنيه.
وفي 8 من شهر شباط الماضي، نشر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ”مجلس حقوق الإنسان” (أحد هيئات الأمم المتحدة ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا)، بياناً دعا فيه خبراء حقوق الإنسان في المجلس، سلطات 57 دولة لاستعادة مواطنيها من مخيمي “الهول” و”روج” في سوريا بشكل فوري، مشيرين إلى ظروف احتجاز “لا إنسانية” يتعرض لها قاطنو المخيمين.
وطالب الخبراء الدول المعنية بالتقرير (بينها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا ودول عربية وآسيوية) باتخاذ “خطوات إيجابية” و”تدابير فعالة” لوقف “الانتهاكات الجسيمة” التي يتعرض لها مواطنوها في المخيمين المذكورين، ودعا الدول المقصودة بالتقرير إلى إعادة مواطنيها والعمل على “إعادة اندماجهم بالدعم الاجتماعي والنفسي والتعليمي الكافي”.