وزير الدفاع التركي: روسيا ستتخذ الإجراءات اللازمة لوقف انتهاكات التهدئة بإدلب
تصريحات "أكار" جاءت بعد محادثات هاتفية مع نظيره الروسي حول انتهاكات وقف النار في شمال غربي سوريا
أكّد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، أمس الخميس، أن الجانب الروسي سيتخذ التدابير اللازمة لوقف انتهاكات اتفاق وقف النار في إدلب، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على “إحلال السلام” في المنطقة بأقرب وقت ممكن.
جاء ذلك خلال تصريحات للصحفيين أدلى بها “أكار” في مقرّ البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، أعقبت محادثات هاتفية أجراها مع نظيره الروسي “سيرغي شويغو” حول خروقات نظام الأسد في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب.
ووصف وزير الدفاع التركي محادثاته مع “شويغو” بأنها كانت “بنّاءة”، لافتاً إلى أن الأطراف المعنيّة تواصل أنشطتها في شمالي سوريا، من خلال الالتزام بمذكرات التفاهم المتعلقة بوقف إطلاق النار.
وشدّد “أكار” على أهمية الاستمرار في مراعاة مذكرات التفاهم الواردة في المحادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي كان آخرها في 5 آذار 2020 بموسكو.
وأكّد الوزير التركي أنه اتفق مع نظيره الروسي على اتخاذ إجراءات متبادلة بخصوص انتهاكات قوات النظام الأخيرة في شمال غربي سوريا، موضحاً أن الهدف هو ضمان ديمومة وقف إطلاق النار في المنطقة، وإحلال السلام في أقرب وقت ممكن.
وردّا على سؤال عن موقف نظيره الروسي حيال اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الانتهاكات، قال أكار: “سيتخذونها”، وأردف: “يجب السيطرة على الجماعات الإرهابية في أسرع وقت وتفعيل بعض التدابير ضدها، وقد اتفقنا على التعاون في هذا الصدد”.
وحول الوجود التركي في الشمال السوري، أشار وزير الدفاع التركي إلى أن قوات بلاده لديها أنشطة متنوعة هناك، تم تحديد إطارها بمذكرات تفاهم أبرمت مع الأطراف المعنية.
وأضاف “أكار” أن القوات التركية “تردّ بالشكل اللازم” على كل هجوم أو تحرش يحصل في المنطقة “دون أي تهاون”.
والثلاثاء الماضي، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية تركية قولها، إن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير الروسي لدى أنقرة ألكسي يرهوف الإثنين، بخصوص الانتهاكات الأخيرة لوقف إطلاق النار في شمال سوريا.
وأضافت الوكالة، أن الخارجية التركية تباحثت مع “يرهوف” حول تلك الانتهاكات، ونقلت إليه “مخاوف وقلق” أنقرة بشأنها، وأوضحت أن اللقاء بحث الهجوم على مشفى مدينة الأتارب بريف محافظة حلب الغربي.
والأحد الماضي صعّدت روسيا وقوات نظام الأسد الهجمات في كافة مناطق شمال غربي سوريا، حيث أدى قصف مدفعي لقوات النظام على مشفى “المغارة” في مدينة الأتارب غربي حلب إلى مقتل 7 مدنيين بينهم طفل وامرأة وأحد كوادر المشفى بالإضافة إلى إصابة 10 أشخاص، وخروج المشفى عن الخدمة.
وفي اليوم نفسه قصفت الطائرات الحربية الروسية بـ 7 غارات جوية منطقة معمل الغاز والمعمل الأزرق في محيط مدينة سرمدا شمالي إدلب، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.
وأدانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة هذا التصعيد، حيث دعت الأخيرة إلى “وقف إطلاق النار على النحو المطلوب في قرار مجلس الأمن 2254″.
ونفت تركيا، أمس الخميس، ما تداولته وسائل إعلام النظام وروسيا حول افتتاح معابر بين مناطق المعارضة والنظام شمال غربي سوريا، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أتراك (لم تكشف هوياتهم) قولهم إن إعلان روسيا فتح معبرين حدوديين شمال غربي سوريا “غير صحيح”، دون تفاصيل أخرى.
وتخضع مناطق شمال غربي سوريا لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، آخرها حمل توقيعي الرئيسين التركي والروسي في موسكو يوم 5 آذار من العام الماضي، فيما جرى اتفاق تمديد “التهدئة” خلال اجتماعات النسخة 15 من مباحثات أستانا حول سوريا، في شباط الماضي.