روسيا تكشف عن أحد أهداف تصعيدها الأخير في الشمال المحرر وتطرح فتح المعابر لإخراج الأهالي إلى مناطق النظام
الدفاع المدني : إذا فتحت المعابر فستكون هناك حركة من مناطق النظام إلى الشمال المحرر وليس العكس
مع انخفاض أصوات الانفجارات التي احدثها قصف النظام وروسيا على المناطق السكنية في إدلب وحلب لم تتكشف الدوافع فهي معروفة لدى الأهالي وعنوانها متكرر منذ سنوات وهو القتل ، إنما الذي اتضح وهو جزء من الأهداف التي رسمتها طائرات وصواريخ روسيا باستهداف مشفى المغارة الذي يخدم أكثر من مئتي ألف مدني ، ومعبر باب الهوى ومناطق سكنية ، ويتمثل بطرح فتح المعابر بين المناطق المحررة وبين مناطق سيطرة النظام .
وليس من باب الصدفة أن تعلن القاعدة الروسية في حيميم عن أحد الأهداف بعد التصعيد ضد المدنيين وهو الهدف الذي جاء على شكل اقتراح قدم للجانب التركي بفتح معابر لخروج الأهالي باتجاه مناطق النظام مبررة ذلك بصعوبة أوضاع الأهالي المعيشية وضعف الخدمات الطبية ، في حين كانت قاعدة حميميم فشلت الشهر الماضي في مساعيها ولم يخرج أحد من الأهالي بعد فتحها ثلاثة معابر.
ولا يتوقع منير مصطفى نائب مدير الدفاع المدني حركة خروج للأهالي في حال تم فتح المعابر ويقول لراديو الكل إن الحركة ستكون معاكسة بسبب الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأهالي في مناطق سيطرة النظام ، ويضيف أن قصف روسيا معبر باب الهوى ومناطق شمال حلب كان رسالة بأن هذه المناطق لن تكون آمنة حتى لا يفكر أحد من مناطق النظام في الوصول إليه.
ويقول مصطفى إن النظام والروس لن يستطيعوا من خلال قصفهم البنى التحتية التأثير على الحاضنة الشعبية في الشمال المحرر بل يزيدهم تمسكا بالمنظومات الطبية والعاملة ضمن الشمال لأن الأهالي يعرفون ما تقدمه من خدمات طبية ورعاية اجتماعية ، ولو أن الأهالي يرغبون بالذهاب إلى مناطق النظام لما تركوها ، وهم الآن يفضلون الموت في الشمال على الذهاب إلى مناطق النظام ..
وأوضح مصطفى أن الجهات التي تعمل في الخدمة المدنية ومن بينها الدفاع المدني استطاعت أن تقدم للأهالي وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات أضعاف ما يتم تقديمه في مناطق سيطرة النظام
المحلل السياسي الدكتور غزوان عدي رأى من جانبه أن الروس ليس لديهم أي حل سوى القتل ويعتقدون أنهم إذا دمروا المستشفيات والمدارس فإنهم سيجبرون الناس على الخروج من تلك المناطق
ويتساءل الدكتور عدي : لماذا يخرج الأهالي من الشمال هل سيذهبون إلى القتل ويقول : صحيح أن نزاعات الفصائل في الشمال تحول دون تأمين الاحتياجات الأساسية للأهالي بشكل مناسب ولكن يبقى جحيم الفصائل أفضل بالف مرة من جنة النظام بالنسبة للأهالي .
وكان النظام فتح في الثالث والعشرين من الشهر الماضي بطلب من حميميم المعابر لمدة اسبوع لكنه لم يخرج أحد من الأهالي باتجاه مناطق سيطرة النظام وهو ما اعترفت به قناة روسيا اليوم حينذاك
ولكن لماذا المعابر ؟ سؤال أجاب عليه عمر رحمون رئيس لجنة المصالحة لدى النظام نهاية الشهر الماضي حين غرد على حسابه في تويتر : نناقش فتح المعابر لاستقبال المدنيين للعودة لحضن الوطن والمشاركة بانتخاب السيد الرئيس
وفي حين كانت حميميم ذكرت حينها أن الهدف من المعابر هو مساعدة الأهالي في مناطق سيطرة الارهابين على الخروج بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والرعاية الطبية إلا أن فريق منسقو الاستجابة وصف التصريحات الروسية بأنها ساذجة وزائفة وتبرز النوايا العدائية لدى روسيا ضد السكان المدنيين في الشمال السوري ، وتظهر عدم احترام لأي اتفاق تعقده روسيا في الوقت الحالي والمستقبل.
وقال منسقو الاستجابة في بيان إن استمرار الآلة الإعلامية التابعة للنظام وروسيا بالحديث حول الأوضاع في محافظة إدلب ، تنحصر ضمن البروباغندا الإعلامية فقط والتمهيد لانتخابات رئاسية باطلة دستوريا”.
ويتحدث الروس وكأنهم على ثقة بأن الأهالي سيخرجون من الشمال المحرر إلى مناطق النظام وهم يدركون أن الأوضاع المعيشية في تلك المناطق كارثية بالإضافة إلى استفحال خطر فيروس كورونا ، ويبررون طرحهم فتح المعابر بضعف الخدمات الطبية والوضع المعيشي الصعب للأهالي في المناطق المحررة وفي نفس الوقت يمنعون وصول المساعدات إليها ، ويقصفون المشافي ولكن ألا تكفي مشاهد الدمار الذي ألحقه قصفهم بالمنشآت المدنية لإعطاء صورة أمام العالم عن إنسانيتهم ؟ سؤال يبقى كما بقية أسئلة ملفات القضية السورية برسم المجتمع الدولي .
راديو الكل ـ فؤاد عزام