أسوشيتد برس: روسيا تحاول إقناع العالم بانتصار الأسد مستغلة غياب موقف أمريكي واضح
أسوشيتد برس: الإدارة الأمريكية الجديدة لم تحدد بعد كيف تخطط للتعامل مع سوريا، التي أصبحت الآن مجزأة بين ستة جيوش
حذرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، من أن روسيا تحاول إقناع العالم بأن الحرب في سوريا انتهت لصالح بشار الأسد، مستغلة عدم تحديد الإدارة الأمريكية الجديدة نهجاً واضحاً إزاء الملف السوري.
وقالت الوكالة في تقرير أمس الثلاثاء، إن “إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تفكر ملياً في دور أمريكا في الصراع المستمر في سوريا حيث تحاول الولايات المتحدة الابتعاد عن حروب الشرق الأوسط، لكن كبير الدبلوماسيين لدى فلاديمير بوتين كان مشغولًا بالفعل على الأرض، في محاولة لكسب دعم لنهج بلاده في سوريا الأمر الذي يمكن أن يثبت روسيا كعراب للأمن والسلطة في المنطقة”.
وأضافت أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تحدد بعد كيف تخطط للتعامل مع سوريا، التي أصبحت الآن مجزأة بين ستة جيوش.
وأشارت إلى أن “التعامل مع الحرب السورية سيختبر تصميم إدارة بايدن على التركيز على آسيا وليس الشرق الأوسط”. مضيفة أنه “إذا قلصت الولايات المتحدة وجودها في سوريا، فإن روسيا وخصوم الولايات المتحدة الآخرين على استعداد للتدخل وتعزيز مكانتهم الإقليمية ومواردهم”.
وأكدت أن جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الشرق الأوسط هذا الشهر جاءت لهذا السبب، حيث وقف لافروف بصمت إلى جوار وزير خارجية الإمارات -المفترض أنه حليف للولايات المتحدة- أثناء توجيهه رسالة تتماشى مع موقف موسكو قال فيها إن “العقوبات الأمريكية على النظام السوري المدعوم من روسيا تعيق الجهود الدولية لإعادة بناء سوريا”.
ونقلت الوكالة عن، فريدريك هوف، الذي عمل مستشاراً ومبعوثاً للولايات المتحدة بشأن سوريا في إدارة أوباما، إن رسالة روسيا هي “انتهت الحرب في سوريا، وانتصر الأسد، وسيظل الأسد في السلطة طالما أنه يتنفس الأكسجين”.
وأضاف هوف أن روسيا تريد أن تستفيد من أي موارد إعادة إعمار دولية قادمة، كما تضع نفسها كوسيط لإدارة التهديدات الأمنية التي قد تشكلها سوريا نحو المنطقة.
في حين يحذر المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري بالقول: “إذا كان هذا هو المستقبل الأمني للشرق الأوسط، فنحن جميعًا في ورطة”، مضيفاً أن “هذا ما يدفع نحوه بوتين ولافروف.”
وبحسب الوكالة، فإن “بايدن يتبع أوباما وترامب في السعي لتقليل الدور العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتحويل تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى آسيا، حيث تظهر الصين أكثر عدوانية”.
ووفقاً الوكالة، يعد الشرق الأوسط كذلك أولوية بالنسبة لبايدن، بما في ذلك حرب اليمن، والبرنامج النووي الإيراني، لكن لا يبدو الأمر كذلك حتى الآن بالنسبة لسوريا.
غير أن إحدى إشارات بايدن العلنية القليلة إزاء سوريا جاءت الأسبوع الماضي، عندما أدرجها ضمن المشاكل الدولية التي ينبغي على مجلس الأمن أن يفعل المزيد بشأنها.
كما أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان مع نظرائه الأوروبيين على الحاجة إلى مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين ومساءلة نظام الأسد، وذلك في بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لبدء الاحتجاجات في سوريا.
أسوشيتد برس – راديو الكل