الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تدين استهداف مشفى الأتارب
البيان الأمريكي أكد أن إحداثيات المستشفى تمت مشاركتها من قبل الأمم المتحدة
أدانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة استهداف قوات النظام، أمس الأول، مشفى المغارة في مدينة الأتارب ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين وعدد من أفراد الطواقم الطبية.
وقال وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، في بيان نشرته صفحة السفارة الأمريكية بدمشق، اليوم الثلاثاء، إن “الولايات المتحدة تدين الهجوم على مستشفى الأتارب في غرب حلب”.
وأضاف: “وتشير التقارير إلى مقتل عدد من المرضى بينهم طفل وإصابة الطاقم الطبي. يجب حماية المرافق الطبية والموظفين. يجب أن يتوقف هذا العنف”.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في بيان، أمس الأثنين، إن “الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات المدفعية التي يشنّها نظام الأسد والغارات الجوية الروسية التي قتلت مدنيين في غرب حلب وإدلب، يوم الأحد حيث أفادت التقارير عن قصف مدفعي على مشفى الأتارب الجراحي في غرب حلب، أسفر عن مقتل العديد من المرضى، بينهم طفل، وإصابة أكثر من 12 من الكوادر الطبية. وقد تمّت مشاركة إحداثيات هذا المستشفى مع آلية تفادي الاصطدام التي تقودها الأمم المتحدة”.
وتابع في البيان الذي وصل لراديو الكل نسخة منه: “بالإضافة إلى ذلك، ضربت الغارات الجوية الروسية إدلب بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، ما أسفر عن مقتل مدني واحد وتعريض وصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها للخطر، علما أن باب الهوى هو المعبر الحدودي الإنساني الوحيد المرخص به من قبل الأمم المتحدة في سوريا، وهو الطريقة الأكثر كفاءة وفعالية لتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة إلى ما يقرب من 2.4 مليون سوري كل شهر”.
وأضاف: “يجب ألا يكون المدنيون، بمن فيهم أفراد الخدمات الطبية والمرافق الطبية، هدفًا لعمل عسكري على الإطلاق. لا بدّ لهذا العنف أن يتوقف، ونحن نكرّر دعوتنا لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني”.
من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي قصف قوات النظام للمستشفى وذلك في بيان صادر، الإثنين، عن مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
وأوضح البيان أن القصف الذي أودى بحياة 6 مرضى و5 من الكوادر الصحية، يعد الهجوم المميت الأول من نوعه ضد المنشآت الطبية منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في آذار 2020.
وأضاف: “هذا الهجوم انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني حيث أن إحداثيات المستشفى تمت مشاركتها من قبل الأمم المتحدة”.
وأعرب البيان عن تعازيه لأسر الضحايا وكرر دعم الاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار الكامل على مستوى الدولة على النحو الذي دعا إليه المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن.
وعلى خلفية الهجمات الأخيرة ضد المدنيين في شمال غربي سوريا، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمحاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا، داعيا جميع الأطراف إلى تجديد التزامها بوقف “الأعمال العدائية” على الفور.
وقال المتحدث باسم غوتيريش، فرحان حق، مساء الاثنين، إن “تقارير وردت عن قصف حي سكني في مدينة حلب أوقع إصابات بين المدنيين، فضلا عن غارات جوية بالقرب من مناطق مكتظة بالسكان بها مخيمات للنازحين”.
وأضاف أن هناك “هجمات جوية نفذت بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، حيث يتم تسليم المساعدات الإنسانية العابرة للحدود والمنقذة للحياة”.
وأشار البيان، إلى أن الأمم المتحدة “قدمت دعما لمستشفى في غرب محافظة حلب أصيب بقصف مدفعي”.
ولفت إلى أن “توجيه الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية بما في ذلك الوحدات الطبية مثل المستشفيات محظور تماما بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وشدد البيان، على “ضرورة أن تكون هناك محاسبة على الجرائم المرتكبة في سوريا”.
وطالب “بوقف إطلاق النار على النحو المطلوب في قرار مجلس الأمن 2254″، داعيا جميع الأطراف إلى “تجديد التزامها بوقف الأعمال العدائية على الفور”.
وصباح الأحد، قصفت قوات النظام مشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل 7 مدنيين بينهم طفل وامرأة وجرح أكثر من 15 آخرون، بينهم 9 من كوادر المشفى (5 أطباء و3 ممرضين وفني) فيما خرج المشفى عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر بقذائف المدفعية.
وبعد ساعات من استهداف مشفى الأتارب، قتل مدني وأصيب آخر، جراء شن الطيران الحربي الروسي 4 غارات جوية استهدفت معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارات الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودي والذي يعتبر الشريان الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية الأممية.
واستهدفت قوات النظام وروسيا بصاروخ أرض ـ أرض عقب ذلك أطراف المخيمات في منطقة صلوة شمالي إدلب ما أدى لإصابة مدني بجروح خطرة، ونفوق عدد من المواشي، كما امتدت الغارات الجوية الروسية إلى ريف إدلب الجنوبي حيث استهدفت بغارتين حرش القياسات في محيط قرية بسنقول على الطريق الدولي حلب اللاذقية غرب مدينة أريحا، فيما استهدف قصف مدفعي أطراف مدينة أريحا وقرى الرامي وبينين وسرجة بجبل الزاوية.
وبحسب فريق منسقو الإستجابة، تضم المنطقة التي قصفها الطيران الحربي أكثر من 488 مخيماً، مما تسبب بحالة خوف كبيرة لدى النازحين من عودة نزوحهم في حال تكرار استهداف المنطقة من جديد.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أمس أنها خاطبت نظيرتها الروسية لوقف الهجمات ضد الشمال السوري، وذلك بعد أن صعدت قوات النظام وروسيا بشكل مفاجئ من استهداف المرافق الحيوية والمناطق الآهلة بمخيمات النازحين.