صحيفة: القوات الأمريكية باقية في سوريا لتحقيق هذه الأهداف

صحيفة "ديفينس ون" نقلت عن مسؤولين عسكريين أمريكيين تأكيدهم "عدم وجود بوادر" لمغادرة تلك القوات في الوقت القريب

أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن قوات بلادهم المنتشرة في شمال شرقي سوريا باقية هناك “إلى أجل غير مسمى”، بغرض محاربة تنظيم داعش، ودعم القوات المحلية التي تقاتل التنظيم شرقي نهر الفرات.

جاء ذلك في تحقيق صحفي نشرته صحيفة “ديفينس ون” الأمريكية المختصة بالشؤون العسكرية، نقلت فيه عن عدد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين قولهم، إن قوات بلادهم في سوريا “باقية ولن تغادر”، وليست هناك أي بوادر للمغادرة من البلاد قريباً، الأمر الذي يعده البعض مسانداً للعمليات السياسية التي ترغب الولايات المتحدة في تحقيقها بالملف السوري.

وكشف تحقيق “ديفينس ون” -بحسَب ما ترجمته صحيفة “الشرق الأوسط”- عن “انخفاض التفاعل العسكري والتنسيق الميداني” بين القوات الأمريكية والروسية في سوريا، وأشار إلى أن بعض المناطق في سوريا ربما تشكل تهديداً لعودة تشكيل تنظيم داعش مرة أخرى، ولكن ليس بالقوة نفسها التي كان عليها من قبل عندما كان يسيطر على مناطق وأراضٍ شاسعة في سوريا والعراق.

ولفت التحقيق إلى أن الوجود الأمريكي في بعض المناطق بسوريا، برأي الكثيرين، يمثّل ثقلاً استراتيجياً موازناً للنفوذين الروسي والإيراني في المنطقة، ومهماً بسبب المناورات الجيوسياسية من قبل القوى الإقليمية الأخرى لتأسيس نفوذها هناك.

وبحسب “ديفينس ون” فإن تنظيم داعش يفتقر حالياً إلى القدرة على استعادة الأراضي، على الرغم من وجود جيوب نشطة من مقاتليه، ولا سيما في المناطق غير الخاضعة للنظام مثل “صحراء البادية”، ويصف كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين ما تبقى من التنظيم على أنه “تمرد منخفض المستوى”.

وتنقل الصحيفة نفسها عن اللفتنانت جنرال “بول كالفيرت” قائد مهمة مكافحة داعش التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا، قوله إن “القوات الأمريكية لن تعود إلى الوطن في أي وقت قريب”، معللاً ذلك بأن “داعش لا يزال قادراً على إنشاء معسكرات تدريب وبنية تحتية أخرى داخل صحراء البادية”، وهي المناطق التي لا توجد بها الولايات المتحدة، ولا يزال التنظيم قادراً على تنفيذ هجوم عرضي رفيع المستوى.

وأضاف “كالفيرت”: أعتقد أن قدرة داعش على الظهور منخفضة للغاية في الوقت الحالي، لكن الإمكانات موجودة دائماً، لأنه لا يُمارَس كثير من الضغط عليهم في صحراء البادية، ومستوى التعقيد في سوريا هائل، وربما يكون إحدى أكثر البيئات تعقيداً التي رأيتها خلال 33 عاماً كنت أخدمها”.

ويصر المسؤولون العسكريون -بحسب التحقيق- على أن مهمتهم الوحيدة في سوريا هي الهزيمة الدائمة لداعش، في الوقت الذي يقوم فيه المستشارون باستخدام “الأموال الأمريكية” بتنفيذ مجموعة من الوظائف الموجهة لتعزيز الاستقرار المحلي ومنع عودة “داعش”، بما في ذلك المساعدة في دعم السجون المؤقتة التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، والتي تضم الآلاف من مقاتلي داعش، كما إنهم يتصارعون مع الأزمة الإنسانية والأمنية داخل مخيم الهول مترامي الأطراف الذي يضم نحو 65 ألفاً من زوجات وأطفال مقاتلي التنظيم.

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن الميجر جنرال في الجيش البريطاني “كيفين كوبسي”، نائب قائد مهمة مكافحة “داعش”، قوله، إن جزءاً من مهام قوات التحالف هو دعم قوات سوريا الديمقراطية.

ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية، فإن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يواجه ضغوطاً من قبل المشرّعين في الكونغرس، بشأن تفويضات استخدام القوة العسكرية خارج البلاد، بما فيه الانتشار العسكري في سوريا.

وتختم صحيفة “ديفينس ون” بالقول إن “مجلس الأمن القومي” يقود المراجعة العسكرية، ويدرس الاستراتيجيات السابقة في ضوء التهديدات الإرهابية الجديدة، وذلك للوصول إلى وضع مبادئ توجيهية مؤقتة بشأن استخدام القوة العسكرية، وتؤكد أن المتغيرات والأحداث الميدانية “لها كلمة الفصل” على تلك التغييرات السياسية التي قد تنتج عن مراجعة الرئيس، وربما يكون للمجلس التشريعي (الكونغرس) دور في اتخاذ القرار أيضاً.

سوريا – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى