في عيد الأم.. أمهات بإدلب يتحدثن عن أوجاعهن بعد التهجير والابتعاد عن الأحبة
إحدى الأمهات بإدلب تؤكد أنه لم يبق من عيد الأم سوى ذكريات مؤلمة بين أفراد العائلة
رغم ما يحمله عيد الأم كل عامٍ من مشاعر الامتنان والمودة والحب لـ “ست الحبايب” في عيدها، هناك زاوية مظلمة يجتمع فيها شعور الغصة والحزن وربما الغضب، لدى بعض الأمهات ممن فقدن أبناءهن أو أزواجهن خلال سنوات الثورة العشر.
أمهات التقاهن راديو الكل في إدلب بمناسبة عيد الأم الذي يصادف 21 من آذار كل عام تحدثن عن الذكريات والعادات والتقاليد والفرحة ولم شمل كل عائلة بهذا اليوم الذي بات من الماضي الجميل لديهن.
وتقول أم عبدالله إحدى النازحات في مدينة إدلب لراديو الكل، إن عيد الأم سابقاً كان يوم فرح ولم شمل للعائلة أما حالياً بعد عشر سنوات من الثورة والتهجير والقصف والاعتقال فهو يوم مؤلم لدى كل أم وابن معتقل أو مغترب لم ير أمه منذ سنوات.
وتبين أم محمود إحدى النازحات في مدينة بنش شمالي إدلب لراديو الكل، أن معظم العوائل تفرقت وشردت فمنهم من سافر وهاجر خارج البلاد ومنهم من استشهد ولم يبق من عيد الأم سوى ذكريات مؤلمة بين أفراد العائلة، متأملة بالعودة إلى بلادها وعودة أيام الفرح والسرور من جديد.
ولا يختلف حال غيثاء المحمد نازحة في مخيم الشيخ بحر عن بقية الأمهات إذ تؤكد لراديو الكل، أنها لم تعد ترى والدتها وتطمئن عليها بعد أن أصبحت كل منهما في مكان بعيد إلا على الهاتف المحمول فقط.
بدوره يوضح فواز أصلان المرشد النفسي في مدينة إدلب لراديو الكل، أن الأم أصبحت أماً للشهداء ومربية للأيتام في ظل سنوات الثورة السورية العشر مشيراً إلى أنه لم يعد هناك لذة لعيد الأم في الوقت الحالي بسبب الواقع الذي يعيشه الأهالي اليوم.
وتبقى الأم منارة تضيء درب كل أبنائها مهما تباعدت المسافات بينهم فلا بد من أن يأتي ذلك اليوم وتجتمع به جميع الأحبة والأمهات والأخوة والأخوات ويعود كل شيء كما عليه في السابق.
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة وسيلة لتجتمع عليها أفراد العائلة في أوقات المناسبات والأعياد لإحياء ذكرياتهم الجميلة.