مقتل لاجئة عراقية برصاص مجهولين في “مخيم الهول” شرقي الحسكة
في حادثة تعد الحادية عشرة من نوعها منذ مطلع آذار الحالي
سجّل مخيم “الهول” شرقي محافظة الحسكة، اليوم السبت، حادثة اغتيال جديدة للاجئة عراقية، قُتلت من قبل مجهولين، في حادثة تُعد الحادية عشرة من نوعها منذ مطلع آذار الحالي.
وقال موقع “نورث برس” -المقرّب من الوحدات الكردية- إن ما تسمّى “قوى الأمن الداخلي” في المخيم، عثرت صباح اليوم، على جثة اللاجئة العراقية “حياة” (18 عاماً)، مقتولة في خيمتها بالقسم الأول من المخيم، بطلق ناري في الرأس والكتف.
وأضاف الموقع أن الجثة نُقلت إلى النقطة الطبية التابعة لـ”الهلال الأحمر الكردي” في المخيم للكشف عنها، “في حين تواصل قوى الأمن الداخلي تحرياتها وتحقيقاتها لمعرفة الجُناة”.
وتزامنت حادثة الاغتيال الجديدة في “الهول” مع اعتقال قوات سوريا الديمقراطية (تشكّل الوحدات الكردية عمودها الفقري) عشرة أشخاص في المخيم، بتهمة الانتماء لتنظيم داعش.
وقال الناطق باسم التحالف الدولي العقيد “واين ماروتو”، على حسابه في منصة “تويتر”: “نهنئ شركاءنا في قوات سوريا الديمقراطية على اعتقال 10 من عناصر داعش في مخيم الهول”، وأضاف: “فهم (قوات سوريا الديمقراطية) يواصلون حرمان داعش من الاستيلاء على أي رقعة جغرافية أو الحصول على أي نفوذ في شمال شرق سوريا لضمان عدم عودة أيديولوجيتها السامة”.
وتُعد هذه واقعة القتل الحادية عشرة منذ مطلع آذار الحالي (معظم ضحاياها عراقيون)، في المخيم الذي تديره الوحدات الكردية على شكل “مركز احتجاز” ضخم، ويشهد عمليات اغتيال تتكرر بشكل شبه يومي، ضد لاجئين عراقيين ونازحين سوريين.
ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطني مخيم الهول (45 كم شرقي الحسكة) الذي يؤوي كذلك نازحين من عدة مناطق سورية وعوائل عناصر تنظيم داعش الأجانب، ويبلغ عدد اللاجئين العراقيين هناك أكثر من 30 ألفاً من أصل نحو 62 ألفاً من سكان المخيم (أكثر من 80 بالمئة منهم نساء وأطفال).
وأمس الأول الخميس، وصف مستشار الأمن القومي العراقي “قاسم الأعرجي” مخيم الهول بأنه “قنبلة موقوتة” لوجود 20 ألف طفل عراقي فيه.
وحذّر “الأعرجي” خلال استقباله السفير الأمريكي في بغداد “ماثيو تولر” من أن هؤلاء الأطفال “سيصبحون دواعش يشكلون خطراً على العراق والمنطقة، إن لم يتكاتف الجميع من أجل حل هذه المشكلة التي تهدد أمن العراق والمنطقة والعالم”.
وتتّهم الوحدات الكردية مسلحين من تنظيم داعش بتنفيذ عمليات القتل داخل المخيم “بهدف الترهيب”، بينما تواجه الوحدات اتهامات بـ”إهمال متعمد” لضبط الوضع الأمني بالمخيم، في ظروف إنسانية كارثية جعلت التجمُّع “سيّء السمعة” يحمل اسم “مخيم الموت”.
وفي 15 من شباط الماضي، حذّر مسؤولون أمريكيون من تدهور الوضع الأمني في مخيم الهول وخروجه عن سيطرة الوحدات الكردية التي تديره، في ظل تصاعد الاغتيالات داخله وتنامي عمليات التهريب.