الذبحة الصدرية.. الأنواع وعوامل الخطورة وطرق الوقاية
تنجم الذبحة الصدرية عن نقص الوارد من الدم المؤكسج إلى العضلة القلبية نتيجة إصابة في الشرايين الإكليلية التي تغذي عضلة القلب وفق ما تحدث به د. رائد الحمدو اختصاصي داخلية وغدد لراديو الكل.
الذبحة الصدرية المستقرة
يبين د. الحمدو أن الذبحة الصدرية المستقرة تحدث نتيجة خلل التوازن بين حاجة القلب للدم المؤكسج ونقص الوارد منه وفي هذه الحالة يحدث خناق الصدر، ويكون العامل المحرض لها هو الانفعال أو التعرض للبرد أو لتغيرات الحرارة وتستمر لدقائق قد لا تتجاوز الـ 5، وتزول بزوال الجهد أو الانفعال والتوتر أو التعرض لتغيرات الحرارة.
الذبحة الصدرية غير المستقرة
عندما يكون هناك عصيدة شريانية في الشريان الإكليلي تؤدي إلى تضرره بشكل كبير جداً وأحياناً إلى انسداده فهنا تحدث الذبحة الصدرية غير المستقرة، بحسب د. الحمدو، حيث يبين أن الألم وضيق النفس يكون أشد ويحدث التعرق لفترة أطول قد لا تقل عن نصف ساعة ولا تزول إلا باستخدام مسكنات خاصة.
وفي حال حدوث انسداد تام في الشريان الإكليلي أدى إلى احتشاء العضلة القلبية يعاني المرضى من ألم هو الأشد خلال حياتهم، حيث يعانون من تعرق غزير وضيق نفس وإرهاق وتعب، وقد تكون الحالة شديدة في حال انسداد أكثر من شريان إكليلي ما يؤدي إلى قصور عضلة القلب كمضخة وإلى الوفاة أحياناً وهو ما يسمى باحتشاء العضلة القلبية وهي الشكل الأشد من أمراض خناق التروية القلبية.
خناق برنزميتال
يتراوح خناق برنزميتال بين خناق الصدر المستقر إلى الذبحة غير المستقرة، وقد تكون أعراضه شديدة وهذه الحالة قد لا تزول بالأدوية التقليدية التي يتم إعطاؤها لمرضى خناق الصدر المستقر وغير المستقر.
عوامل الخطر
يشدد د. الحمدو على عامل التدخين الذي يعتبر من أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض نقص التروية القلبية بشكل عام، فالذي يدخن 10 سجائر معرض للإصابة أكثر من الذي يدخن 9 سجائر وأقل من الذي يدخن 11 سيجارة، ما يعني أن التدخين عامل خطر مؤكد وعام، وتتساوى الخطورة فيه لدى الجنسين الذكور والإناث، ويوجد عدة دراسات حديثة تؤكد أن التدخين يؤدي إلى الإصابة بداء السكري النمط الثاني أيضاً.
ويأتي بعد عامل التدخين عامل ارتفاع الكوليسترول والشحوم في الدم وداء السكري والتقدم بالعمر، والانفعال والبدانة، بالإضافة لعامل الجنس فالذكور يصابون أكثر من الإناث قبل سن اليأس أما بعد سن اليأس فتكاد تكون نسب متقاربة، كما أن أحد عوامل الخطر المهمة جداً هي الأنماط الغذائية السيئة.
وينوه د. الحمدو إلى أن بعض الأعراض خاصة عند النساء مثل أعراض المشاكل الهضمية تشبه الذبحة الصدرية، ولكن يحتاج الأمر في كل الأحوال لتدخل طبي مباشرة لوضع التشخيص الدقيق للحالة وإعطاء العلاج المناسب.
درجة خطورة الذبحة الصدرية
يمكن أن تؤدي الذبحة الصدرية إلى الجلطة واحتشاء العضلة القلبية وموت جزء من عضلة القلب وقد تحدث الوفاة نتيجة الصدمة الأليمة لأن الألم يكون شديداً حتى لو كانت رقعة الاحتشاء صغيرة.
وقد تحدث الوفاة نتيجة زيادة رقعة الاحتشاء وقصور العضلة القلبية كمضخة عندما يؤدي الاحتشاء إلى تموت أكثر من 40 بالمئة من عضلة القلب أي عند الانسداد لعدة شرايين إكليلية.
وينبه د. الحمدو على خطورة هذا المرض وأنه من أكثر النتائج ضرراً الناجمة عن التدخين، حيث يمكن لمرض السرطان أن يأخذ فترة علاج كما أمراض الرئة الانسدادية الناجمة عن التدخين، أما الاحتشاء يمكن أن يقتل المريض في آنه في لحظة حدوث النوبة القلبية وهي معروفة اجتماعياً وطبياً وثقافياً وعامة في كل أنحاء العالم، ويدخل احتشاء العضلة القلبية تحت عنوان الذبحة الصدرية غير المستقرة وبشكل أدق النوبة القلبية أي الجلطة.
طرق الوقاية من الذبحة الصدرية
يعتبر التوقف عن التدخين أول سبيل للوقاية من الإصابة بالذبحة الصدرية بالإضافة لمحاولة تخفيف الوزن وممارسة رياضة المشي التي تتناسب مع المرحلة العمرية للإنسان، والتوقف عن استخدام الكحول لمن يتعاطونها، والابتعاد عن العوامل التي تسبب الضغط والتوتر النفسي خاصة إذا ترافقت مع عوامل الخطر الأخرى، فعندما يتم محاربة عوامل الخطورة -التي مر ذكرها- “نخفف من إمكانية حدوث نقص التروية القلبية أو الذبحة الصدرية بمختلف مستوياتها” وفق ما ذكر د. الحمدو.
طرق العلاج
وحول طرق العلاج يذكر د. الحمدو بضرورة قياس ضغط الدم بشكل دائم وضبطه بالحدود المقبولة منوهاً إلى أن ارتفاع ضغط الدم يوصف بالقاتل الصامت، كما تجب السيطرة على داء السكري وأخذ الأدوية الخافضة للكولسترول بين الفينة والأخرى عندما يكون هناك ارتفاع في الكوليسترول.