مصادر: جمود بالعلاقات الدبلوماسية الأمريكية الروسية إزاء الملف السوري
الجمود في العلاقات بين واشنطن وموسكو إزاء الملف السوري أعقب تقاذف الإساءات بين رئيسي الدولتين
ووصفت مصادر دبلوماسية في واشنطن، الاتصالات السياسية بين الولايات المتحدة وروسيا إزاء ملف السوري بـ”الجامدة تماماً”، وذلك في ظل توتر العلاقات بين الجانبين عقب وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ”القاتل” واستدعاء موسكو سفيرها في واشنطن للتشاور.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المصادر، التي لم تكشف عن هويتها، اليوم السبت، أن كل المحاولات والجهود التي بذلتها موسكو، سواء عبر جولات وزير خارجيتها سيرغي لافروف لدول المنطقة، أو عبر الاتصالات الدبلوماسية المباشرة وغير المباشرة مع إدارة الرئيس بايدن، من أجل تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة على نظام الأسد، “لم تفلح في الحصول على أي إشارة تفيد بقبولها التفاوض في أي مبادرة سياسية، ما لم يلتزم النظام بالشروط التي وضعتها واشنطن لتسهيل الحل السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة”.
وفيما يخص التنسيق بين الجانبين على الصعيد العملياتي والعسكري في سوريا، نقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيسيكا ماكنولتي، قولها: “قوات التحالف الدولي تحتفظ بقوات جوية وبرية لفض أي نزاع مع الجيش الروسي، لحماية قواتنا وتقليل مخاطر التصعيد غير المقصود”.
ورداً على حديث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في وقت سابق، أن روسيا والولايات المتحدة تحافظان على اتصالات وثيقة في سوريا على المستويين العملياتي والتكتيكي، قالت المتحدثة “نقوم حيثما كان ذلك ممكناً بخفض وإلغاء أي صراع مع تحركاتنا لضمان حماية قواتنا، لأننا نعتبر أن التحركات والتفاعلات التي لا يتم حلها بشكل صحيح هي مصدر قلق، ولكن حرفية أفراد خدمتنا في سوريا ضرورية لمنع هذه التفاعلات من التصعيد”.
وأشارت إلى أن مهمة القوات العسكرية الأميركية في سوريا هي العمل على تحقيق الهزيمة الكاملة والدائمة لتنظيم داعش، مضيفة: “مع وجود العديد من الجهات الفاعلة في المنطقة، نتوقع من جميع الجيوش أن تتصرف بطريقة مهنية”.
والأربعاء الماضي، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اعتقاده بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “قاتل” متوعداً إياه بمواجهة عواقب لضلوع موسكو في جهود كان هدفها التأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح دونالد ترامب.
وعقب ذلك بيوم، قال الرئيس الروسي إن “القاتل هو من يصف الآخر بذلك”، كما استدعت موسكو سفيرها من واشنطن للتشاور.
وتنتشر قوات التحالف في عدد من القواعد العسكرية في شرقي وشمال شرقي سوريا في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
كما ينتشر الجيش الروسي الذي يدعم قوات النظام في مناطق عدة من شمال شرق سوريا، حيث يسيّر الجانبان (الأمريكي والروسي) دوريات في المنطقة.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق شمال شرق سوريا، ولاسيما في محافظة الحسكة احتكاكات بين القوات الأمريكية والقوات الروسية.
وأسفر عدد من تلك الاحتكاكات عن إصابات في صفوف القوات الأمريكية ما دفع بها إلى تعزيز قواتها بالمنطقة شهر أيلول الماضي.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت في تشرين الأول 2015، توصل واشنطن وموسكو لمذكرة تفاهم تهدف إلى تجنب اشتباك قوات الدولتين على الأراضي السورية.