وزير الدفاع التركي ينتقد واشنطن مجدداً على خلفية مواصلتها دعم الوحدات الكردية بسوريا
الوزير التركي أكد أن بلاده ستواصل عملياتها بسوريا والعراق "حتى تحييد آخر إرهابي"
جدّد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، أمس الخميس، انتقاد الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية مواصلتها دعم الوحدات الكردية في سوريا بذريعة مكافحة تنظيم داعش، مشدداً على عدم مساومة بلاده فيما يخص أمنها القومي.
وقال “أكار” في كلمة ألقاها ضمن فعالية نظّمتها وزارة الدفاع التركية بالعاصمة أنقرة بمناسبة الذكرى الـ 106 لمعركة “جناق قلعة”: “لا نجد من الصواب دعم الولايات المتحدة لتنظيم “ي ب ك” بذريعة مكافحة داعش”، مضيفاً أن الوحدات الكردية في سوريا هي “الوجه الآخر” لتنظيم “حزب العمال الكردستاني” المعروف بـ”ب ك ك”.
ودعا الوزير التركي “كافة الدول الصديقة والحليفة وكل من يدافع عن القيم الإنسانية” إلى إبداء “موقف قوي وإرادة مشتركة ضد الإرهاب”.
وأشار “أكار” إلى تنفيذ الجيش التركي “عمليات عسكرية ناجحة” شمالي سوريا والعراق “على أساس احترام سيادة ووحدة أراضي دول الجوار”، وأردف: “لم يبق مكان يفر إليه الإرهابيون سواء في الداخل أو الخارج، فلقد دمرنا مخابئهم حتى تلك التي يعتبرونها أكثر أمناً، وسوف نواصل عملياتنا من مفهوم هجومي حتى تحييد آخر إرهابي”.
وأكد الوزير التركي أن جيش بلاده “كافح داعش بالمعني الحقيقي وجهاً لوجه”، وحيّد من مسلحي التنظيم 3700 عنصر خلال عملياته شمالي سوريا، وتابع في هذا الصدد: “بالتالي، يجب على الولايات المتحدة التعاون مع حليفتها تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي منذ قرابة 70 عاماً، بدلاً من التعاون مع تنظيم ي ب ك الإرهابي”، في إشارة إلى الوحدات الكردية.
ويُعد ملف الدعم الأمريكي للوحدات الكردية (تشكّل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية) من أهم محاور الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة فيما يخص الملف السوري والعلاقات الثنائية بين الجانبين.
ففي الوقت الذي تقول فيه واشنطن إن دعمها للوحدات الكردية هو بمثابة “شراكة” في المعركة ضد تنظيم داعش، تؤكد أنقرة أن تلك الوحدات هي الذراع السورية لتنظيم “ب ك ك” المصنّف على قوائم الإرهاب في كلتا الدولتين، وبالتالي فلا يمكن “محاربة تنظيم إرهابي بتنظيم إرهابي آخر”، وفقاً لما صرّح به مراراً مسؤولون أتراك.
ودخل الجانبان التركي والأمريكي في عدة محادثات حول ملف الوحدات الكردية وضمان أمن الحدود التركية، أهمها ما يعرف بـ”خارطة طريق منبج” في حزيران 2018، ثم الاتفاق الثنائي الذي أوقف عملية “نبع السلام” شمالي الحسكة والرقة عام 2019.
وتؤكّد تركيا أن تنظيم “حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي” المعروف بـ “ب ي د”، وذراعيه العسكريتين (ي ب ك، ي ب ج) اللتين تعرفان باسم “الوحدات الكردية” وما تفرّع عنها بتشكيل “قوات سوريا الديمقراطية”، هي امتدادات سوريّة لحزب العمال الكردستاني (ب ك ك) المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتتهم تركيا تلك التشكيلات العسكرية باستهداف أراضيها وتهديد أمنها القومي.
وأمس الخميس، قالت وزارة الدفاع التركية إن قواتها ردت على إطلاق قذيفتين انطلقتا من مناطق سيطرة الوحدات الكردية شمالي حلب نحو ولاية “كيليس”، بتوجيه ضربات “لأهداف محددة” تابعة للوحدات.