مظاهرات الشمال ودرعا.. حق لا يموت.. الثورة تجدد ذاتها
محللون: بوادر تغير في المجتمع الدولي بعد المظاهرات وعلينا جعل الاحتلال الروسي والإيراني مكلفا
إصرار على التمسك بأهداف الثورة والصمود على الرغم من المقتلة التي أغرق النظام والروس والإيرانيون فيها السوريين وبدأت توقظ حناجر المتظاهرين في الشمال السوري الأسئلة في عموم سوريا والعالم، هل تقتل الحرب على الإرهاب نحو نصف مليون سوري، وهل نحو ربع مليون شخص أو أكثر من المعتقلين هم إرهابيون؟ هل الحرب ضد إرهابيين تتطلب قصف المدن والبلدان بالصواريخ والطائرات وبالسلاح الكيميائي ، هل الملايين في الشمال السوري من الأهالي والنازحين هم إرهابيون؟
أكاذيب النظام بدأت تنفضح أمام من يريد أن يراها أو يسمعها من السوريين ضمن مناطق سيطرة النظام وقد بدأت الأصوات تسمع مدفوعة بانهيار الأوضاع المعيشية التي كان سببها الرئيس تسخير النظام موارد البلاد لقتل الشعب من أجل بقائه في الحكم ، كما بدأت تنفضح بالنسبة للرأي العام الدولي أكثر متجلية في ازدياد العقوبات على النظام وبدء المحاكمات مع إعلان دول عدة مواقف داعمة للسوريين بالتزامن مع احتفالات الثورة بالذكرى العاشرة لانطلاقتها.
مظاهرات الشمال المحرر ودرعا تجديد للثورة
عشر سنوات من حرب ظالمة شنها نظام مجرم على الشعب ولكن الثورة لم تمت ، فقد بدأت تجدد ذاتها وخرج الآلاف إلى الشارع في مسيرات عمت مدن وبلدات الشمال السوري المحرر في إدلب وحلب ينفضون عنهم الكفن الذي ألقته عليهم صواريخ روسيا وإيران والنظام ، ولسان حالهم يقول كما قال الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي الذي عاش معظم حياته في حلب : كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ ..
ثورة أغرقها بالدماء النظام وجيوش وميليشيات إيران وروسيا المتوحشة، وقدمت مليون شهيد ونصف مليون معتقل وبات نصف الشعب مهجر وثلثي البلاد مدمر ، تنهض من جديد وتعلن للعالم تمسكها بأهدافها التي قامت من أجلها
مظاهرات شهدت تصميما وإرادة عبر عنها المتظاهرون الذين التقت أصواتهم مع تأكيدات قادة في المعارضة عزمهم على مواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها
صابوني : بوادر تغير في المجتمع الدولي بعد المظاهرات
الكاتب والباحث محمد علي الصابوني أن مظاهرات الشمال ودرعا أكدت إصرار الشعب السوري على تحقيق أهدافه، وقال كفى الثورة فخرا أنها حطمت أسطورة المالك الأوحد للبلد التي يعدها مزرعة له ولعائلته مشيرا إلى أن المظاهرات تعطي دفعا وثقة للأهالي في مناطق سيطرة النظام
وقال صابوني ..نحن نتلمس بوادر تخلي المجتمع الدولي عن النظام بعد أن فشلت دول متدخلة بالشأن السوري في إعادة تدويره وتأهيله بعد أن شاهدت إصرار الشعب على مطالبه بعد عشر سنوات من القتل والتدمير والاعتقال.
وأضاف أن المظاهرات التي خرجت في الذكرى العاشرة للثورة في الداخل المحرر أو دول اللجوء شكلت ضغطا على المجتمع الدولي ولا سيما بعد المجازر التي ارتكبها النظام ضد السوريين مشيرا إلى أنه سنرى تغيرا في مواقف المجتمع الدولي ولا سيما الدول المتدخلة في الشأن السوري.
أحمد كامل : علينا جعل الاحتلال الروسي والإيراني مكلفا ومشكلة النظام الوحيدة هي الوضع الاقتصادي
ومن جانبه رأى الكاتب والصحفي أحمد كامل أن الثورة أسقطت جدار الخوف وملايين السوريين ذاقوا طعم الحرية ولا عودة إلى الوراء كما أظهرت أن النظام يحكم بالحديد والنار ويحتاج إلى مايعادل نصف الكرة الأرضية من إيرانيين وروس وتوابعهم من أجل أن يحكم جزءا من سوريا مشيرا إلى أن الثورة هي فعل وتراكم تحتاج إلى سنوات من أجل الوصول إلى الأهداف النهائية في إقامة الدولة الحرة الديمقراطية.
وقلل أحمد كامل من أهمية التصريحات الدولية إزاء القضية السورية ، وقال إن هناك مبالغة في المواقف الغربية والمحاكمات التي تجري لا تنم على تغير في المواقف ، ومسؤولية اسقاط النظام تقع على عاتق السوريين ، ومن خلال محاربة الإيرانيين والروس المحتلين.
وأضاف..يجب أن نفعل بالمحتلين مافعلناه بالاحتلال الفرنسي حتى يكون دعمهم للنظام مكلفا مشيرا إلى أن المشكلة الوحيدة التي تضغط على النظام حاليا هي الوضع الاقتصادي .. داعيا إلى ممارسة أقصى الضغوط على النظام لتعميق أزمته الاقتصادية.
المظاهرات أعطت رسائل بأن إعادة تأهيل النظام ستفشل
مظاهرات الشمال ودرعا أججت الثورة من جديد ..بعد أن هيّء للنظام أن بإمكانه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ويجري انتخابات رئاسية ويحصل على غالبية الأصوات كما كان قبل الثورة وينتهى الأمر وكأن لا شيء حدث في سوريا سوى أمر بسيط هو أن عصابات إرهابية حاولت الاستيلاء على السلطة وتم الانتصار عليها ، متغولا بإجرامه السياسي كما القمعي متسلحا بانتصارات عسكرية على الشعب السوري حققها له الروس والإيرانيون، ولكن جاءهم جميعا الرد من الملايين في الشمال السوري المحرر على أمل أن يتشجع الأهالي تحت سيطرة النظام للانتفاض عليه.