عشرات الهجمات الكيميائية ضد المدن الثائرة ولا يزال المجرم طليقاً
المتحدث باسم مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية: وثقنا منذ 262 هجوماً كيميائياً في سوريا منذ العام 2013
في سبيل البقاء على سدة الحكم ولو بالحديد والنار لم يدخر رأس النظام بشار الأسد وسيلة محرمة إلا استخدمها بما في ذلك الأسلحة الكيميائية مستغلاً غياب رادع دولي أو أممي.
ولمرات ومرات كان السوريون على موعد مع هجمات نظام الأسد الكيميائية خلال السنوات العشر الماضية من عمر الثورة، أما الهدف فكان محاولة خنق الثورة ووأدها حتى قبل خنق السوريين المؤمنين بها.
ومع أن العادة في الحروب جرت أن تستخدم الجيوش أسلحتها ضد قوات الدول المعادية إلا أن بشار الأسد كان له فلسفة أخرى منحرفة، ولاسيما فيما يتعلق بهجمات قواته الكيميائية حيث كانت وجهتها دائماً الحاضنة الشعبية للثورة من مدنيين عزل في مناطق غالباً ما كانت تخضع لحصار قواته.
لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا ورغم القيود التي فُرضت عليها وثقت بمفردها ما لا يقل عن 38 هجوماً كيميائياً نفذتها قوات النظام، في حين أكدت دراسة ألمانية ارتكاب تلك القوات لأكثر من 330 هجوماً كيميائياً منذ العام 2011.
وللمفارقة وقع أغلب تلك الهجمات بحسب الدراسة الألمانية عقب إعلان النظام تسليم ما بحوزته من عوامل كيميائية عام 2013 بعد هجوم الغوطة الكيميائي.
أما أوامر تلك الهجمات فكانت تأتي من أعلى المستويات وهو ما وثقته شهادات ووثائق حصل عليها القضاء الألماني مؤخراً، أكدت أن بشار الأسد وشقيقه ماهر وراء أوامر تنفذ الهجمات الكيميائية ولاسيما في هجوم الغوطة الشرقية في آب 2013 والذي أسفر بمفرده عن مقتل أكثر من 1300 شخص.
ورغم كل تلك الأرقام والتقارير والوثائق ورغم وقوع عدد من تلك الهجمات تحت أنظار اللجنة الأممية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية كما حدث في الغوطة الشرقية عام 2013، إلا أن ردة فعل المجتمع الدولي على تلك الهجمات لم ترق حتى لردع بشار الأسد عن إطلاق المزيد من المواد السامة.
وفيما لا يزال المجرم طليقاً والعدالة الدولية عاجزة أمام جرائم النظام وانتهاكاته بشتى صنوفها، يحدو السوريين الأمل في مستقبل حر لوطنهم عما قريب ليقتصوا بأنفسهم ممن ارتكب تلك الأفعال ويخلّدوا ذكرى أحباء قتلهم الأسد عبر حرمانهم من نعمة الهواء.