نصر الحريري: 4 أسباب ساهمت بتعثر الجهود السياسية للحل في سوريا
الحريري: عاملان لا بدّ من توفر أحدهما أو كليهما للوصول إلى حل سياسي في سوريا
كشف رئيس الائتلاف الوطني السوري، الدكتور نصر الحريري، عن أربع أسباب ساهمت في تعثر الحل السياسي في سوريا، مؤكداً أن نظام الأسد تحول إلى مجرد إطار خشبي يتم الحفاظ عليه من خلال تدخل دولتين هما إيران وروسيا.
وقال الحريري في حوار خاص مع راديو الكل بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق الثورة السورية إن “تعثر الجهود السياسية والدبلوماسية للحل في سوريا يعود لعدة أسباب أولها فشل الأمم المتحدة بسبب آليات عطب في ميكانيكية عملها ولاسيما الفيتو الروسي الصيني الذي تم استخدامه في عدة مجالات منها عدم إدانة النظام وعدم الدفع نحو الحل السياسي”.
وأضاف أن ثاني الأسباب “مرتبط بالتراخي في طريقة تعامل المجتمع الدولي مع الملف السوري حيث تحدث المجتمع الدولي باكراً عن عدم شرعية النظام وضرورة تنحيته وتحدث كذلك عن عدد من الخطوط الحمراء التي تم تجاوزها لاحقاً”.
وبحسب الحريري، فإن ثالث تلك الأسباب يرتبط بـ”امتلاك نظام الأسد لتحالف يدعمه سياسياً وعسكرياً ومالياً بكل ما للكلمة من معنى”.
أما السبب الرابع فيعود لـ”الاختلاف في طريقة التفكير والنهج بين المعارضة والنظام، فالمعارضة تقول إنه لا حل عسكري في سوريا ولا مجال إلا للحل السياسي لكن بالمقابل النظام لا يؤمن إلا بالحل العسكري ويتعامل مع العملية السياسية من منطق التكتيك فقط لإضاعة الوقت وإعطاء انطباع للدول الأخرى بأنه يسعى إلى الحل”.
وأكد الحريري أن أي “حل سياسي في سوريا يقتضي توفر أحد عاملين أو كليهما، أولهما أن تقتنع الدول الداعمة للنظام أنها غير قادرة على إعادة فرضه مجدداً على السوريين أو المحيط الإقيلمي أو العالم وأنه لابد من المراهنة على الشعوب وليس الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة”.
وأوضح أن “العامل الثاني يتجلى في وجود إرادة دولية قوية يتم التحرك بموجبها بطريقة مشتركة لتحقيق الحل” مضيفاً أنه “للأسف الشديد حتى هذه اللحظة لم يتم تحقيق أيٍ من العاملين السابقين” .
واعتبر الحريري أن الجزء الأكبر من القرار لم يعد بيد النظام الذي تحول بدوره إلى مجرد هيكل أو إطار خشبي يتم الحفاظ عليه من خلال تدخل دولتين هما إيران وروسيا.
وأكد الحريري أن الإدارات التي توالت على المعارضة حاولت أن تفتح علاقات مع روسيا وتتفاهم معها قبل أن تصل الأمور إلى ما آلت إليه لكن الموقف الروسي كان متعنتاً ويدعم النظام بالكلية ويغض الطرف عن كل ما تعرض له الشعب السوري ولا يعترف بوجود ثورة أو مطالب.
ورداً على سؤال فيما إذا كان لتشتت قوى المعارضة أثر سلبي في إعراض المجتمع الدولي عن إيجاد حل للقضية السورية، قال الحريري إنه “مضى على تأسيس المعارضة (الائتلاف الوطني) 9 سنوات وتوالت عليها أشكال وقيادات متعددة وبكل تلك المحطات كان هناك يد دولية تتدخل”.
وأضاف أنه “بمراجعة عمل المعارضة لا يمكن القول أن عملها كان ناجحاً مئة بالمئة لكن بشكل موضوعي تمكنت في تحقيق نجاحات على مستوى علاقاتها وتحالفاتها مع الدول وعلى مستوى تمسكها بثوابت الثورة وعلى مستوى تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية للأهالي المكلومين داخل سوريا وعلى مستوى صنع مؤسسات مسؤولة عن إدارة المناطق أو الاضطلاع ببعض الملفات الطارئة”.
وتابع قائلاً “بالمقابل هناك جوانب نشاهد فيها تقصيراً أو نرى أنه لو تم التعامل معها بطريقة مختلفة كانت النتائج أفضل” مضيفاً أن “المعارضة دائماً بحاجة إلى مراجعات وتصحيح ولكن هناك بعض الدول تحاول توجيه سهام الاتهام إلى المعارضة على أنها مشتتة وغير متحدة، كما حاولت روسيا إنشاء منصات وتبنّي شخصيات يمكنها من خلالها توجيه الرأي العام بأن المعارضة غير متحدة”.
وشدد أن المعارضة سعت منذ البداية إلى تمثيل الشريحة الأوسع من الشعب السوري وقد شاركت في عدد من المؤتمرات كالرياض واحد واثنان بهدف توحيد جبهة المعارضة وأن تكون جاهزة للتفاوض من أجل الوصول إلى الحل السياسي.
وأضاف أن “المجتمع الدولي إذا أراد فلديه القدرة على تطبيق قرارات مجلس الأمن لكن بالنظر إلى ما حدث خلال السنوات الماضية لا يمكن القول أن المجتمع الدولي تعامل بجدية إزاء الملف السوري”.
وضرب الحريري القرار 2118 مثالاً على عدم جدية المجتمع الدولي وقال إنه “ينص في بنده 21 على اتخاذ إجراءات تحت الفصل السابع في حال عدم التزام النظام بتسليم أسلحته الكيمائية لكن النظام لم يلتزم بالقرار بل استخدم الأسلحة الكيميائية مراراً عقب ذلك ولم يقم مجلس الأمن بأي إجراء حيال ذلك”.
وبحسب الحريري، كان يمكن أيضاً للمجتمع الدولي التدخل وتحييد الفيتو الروسي عبر آلية “الاتحاد من أجل السلام” كما حدث في الأزمة الكورية لكن عدم الجدية في تناول الملف السوري هو ما أدى إلى الوضع الحالي.
ولفت الحريري إلى تعثر العملية السياسية في اجتماعات جنيف التسعة وجولات اللجنة الدستورية بسبب رفض النظام للعملية السياسية.
وأكد أن الائتلاف يدرس جميع الخيارات لكن يرى “في المرحلة الحالية أن التواجد على الطاولة أولى وأن المسؤولية تقع على المجتمع الدولي وينبغي أن لا يستمر في العملية بعبث دون أن تكون هناك منهجية واضحة وجدول زمني والتزام بالأجندة التي تضمن الوصول إلى دستور جديد وباقي النقاط المنصوص عليها بالقرار 2254.
واعتبر أن أبرز التحديات التي تواجه السوريين هي إعادة الإعمار والنفوذ الإيراني وخطر داعش وحزب العمال الكردستاني وقضية اللاجئين مؤكداً أنه “لا بد من آلية دولية جامعة يتم من خلالها تناول هذه التحديات ووضع استراتيجيات لمواجهتها وينبغي على السوريين أن يكونوا جزءاً من هذه الآليات”.
وحول الدور العربي في القضية السورية، قال الحريري إن الجامعة العربية اتخذت قرارات هزت شرعية النظام منها طرده من الجامعة وتسليم مقعد سوريا للائتلاف، كما كان هناك اتفاق على تنفيذ مجموعة خطوات أبعد من ذلك تقوم بها الدول العربية لكن بعض الدول خذلت الشعب السوري ومنعت تنفيذ تلك الخطوات ما أدى إلى الوصول للوضع الحالي”.