بابا الفاتيكان: سوريا أحد أكبر الكوارث الإنسانية في التاريخ
البابا فرنسيس دعا إلى "إلقاء الأسلحة" في سوريا و"إعادة بناء النسيج الاجتماعي" هناك
وصف بابا الفاتيكان السنوات العشر الماضية في سوريا بأنها شهدت “واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية” في التاريخ، خلال كلمة له تزامنت مع الذكرى السنوية العاشرة للثورة الشعبية ضد بشار الأسد عام 2011.
ودعا البابا فرنسيس، أمس خلال قدّاس الأحد في ساحة القديس “بطرس”، إلى “إلقاء الأسلحة” في سوريا، و”إعادة بناء النسيج الاجتماعي” هناك.
وقال البابا فرنسيس: “أجدّد دعوتي لأطراف النزاع لإظهار حسن نية، وإعطاء بصيص أمل للشعب المنهك”، وأضاف: “آمل أيضاً في تعهّدٍ بنّاء وحاسم ومتجدّد للأسرة الدولية لإعادة بناء النسيج الاجتماعي بعد إلقاء الأسلحة، وإعادة إعمار البلاد، وتحقيق النهوض الاقتصادي”.
وعبّر بابا الفاتيكان عن أسفه على أن تكون السنوات العشر الماضية من “النزاع الدامي في سوريا” أفضت إلى “واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في تاريخنا: عدد لا يحصى من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين وآلاف المفقودين ودمار وعنف على أشكاله ومعاناة غير إنسانية للشعب خصوصاً الفئات الأضعف كالأطفال والنساء والمسنّين”.
وفي 6 آذار الحالي، حضّ “البابا فرنسيس” في خطاب له من مدينة “أور” التاريخية جنوبي العراق على السير من “الصراع إلى الوحدة”، طالباً “السلام لكلّ الشرق الأوسط” و”بشكل خاص في سوريا المجاورة المعذّبة”.
ومنذ بدء الثورة الشعبية ضد نظام الأسد عام 2011، وما تبعها من حرب شاملة شنّها الأسد ضد المدن الثائرة، صدر عن بابا الفاتيكان السابق “بنديكت السادس عشر”، والحالي “فرنسيس الأول” عشرات التصريحات حول سوريا، اكتفت بالحديث عن المأساة الإنسانية هناك والدعوات إلى وقف القتال، ولم تتخذ “دولة الفاتيكان” موقفاً سياسياً واضحاً تجاه هذا الملف.
وفي 22 تموز 2019، بعث البابا فرنسيس رسالة لبشار الأسد، سلّمها الكاردينال “بيتر كودو أبيا توركسون” الذي يرأس دائرة “خدمة التنمية البشرية المتكاملة” بالفاتيكان، دعا فيها إلى “العودة الآمنة لملايين النازحين نتيجة سنوات من القتال، ومعاملة المعتقلين السياسيين بطريقة إنسانية واستئناف المفاوضات سعياً لحل سياسي للصراع”.
وقال حينها وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال “بيترو بارولين” في بيان: “يأتي في قلب هذه المبادرة الجديدة مخاوف البابا فرنسيس والكرسي البابوي إزاء الوضع الإنساني الطارئ في سوريا، خاصة في محافظة إدلب”.
وأضاف الكاردينال “بارولين” أن الرسالة التي سُلّمت للأسد، هي دعوة له من البابا إلى “إبداء حسن النية” و”العمل على إيجاد حلول قابلة للتطبيق” لوضع حد للحرب في سوريا.