نظام الأسد يعترف باستهداف ناقلات نفط إيرانية قبل الوصول إلى موانئه
تصريحات حكومة النظام أكدت تقريراً نشرته صحيفة أمريكية قبل أيام حول استهداف إسرائيل 12 ناقلة نفط إيرانية كانت متوجهة إلى سوريا
أقرّت حكومة نظام الأسد، أمس الأحد، باستهداف ناقلات نفط كانت في طريقها للموانئ السورية، دون أن تصرِّح بالجهة التي أرسلت الناقلات أو الجهة التي استهدفتها.
جاء ذلك في معرِض حديث لـ”وزير التجارة الداخلية” لدى حكومة الأسد “طلال البرازي” عن تعرُّض النظام لما سمّاه “إرهاباً اقتصادياً” يستهدف منع وصول المشتقّات النفطية إليه عبر البحر.
وقال “البرازي” في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي للنظام، نقلتها صحيفة “الوطن” الموالية، إن “أكثر من 12 ناقلة نفط كانت في طريقها للموانئ السورية، استهدفت في البحار لمنع وصولها إلى سوريا”.
وفي الوقت الذي لم يكشف فيه “الوزير” تفاصيل إضافية حول هويّة ناقلات النفط التي ذكرها، أو الجهة التي تستهدفها، أشار إلى أن النظام يبذل “جهوداً كبيرة” لتأمين المشتقات النفطية.
وتُعد تصريحات “البرازي” أولَ اعتراف رسمي من نظام الأسد بمضمون تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الخميس الماضي، حول استهداف إسرائيل، خلال أكثر من عام، 12 سفينة إيرانية تحمل إمدادات نفطية أو عسكرية لنظام الأسد، “خشية استخدام أرباح النفط لتمويل التطرف في الشرق الأوسط”، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإقليميين (لم تكشف هويّاتهم).
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المعلومات في تقريرها تُعرض للمرة الأولى، حيث كان مسؤولون إيرانيون يتحدثون فقط عن “شكوك” في أن بعض هذه الهجمات تقف وراءها إسرائيل، ونقلت عن “خبير شحن” في طهران، أن المسؤولين الإيرانيين التزموا الصمت بشأن الهجمات، لأن الإعلان عنها سيبدو كأنه “علامة ضعف”.
ويوم السبت الماضي، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “سعيد خطيب زادة” حادثة احتراق سفينة إيران في المتوسط في 10 آذار الجاري، بأنه “عمل تخريبي”، لكنه لم يصرّح بالجهة التي تقف وراء الحادثة، فيما نقلت صحيفة “نور نيوز” الإيرانية عن أحد أعضاء الفريق الفني المكلف بالتحقيق في الحادثة، ترجيحه مسؤولية إسرائيل عن الهجوم، بناء على “طريقة الاستهداف” و”موقعه الجغرافي”.
ويتزامن حديث نظام الأسد عن منع وصول الإمدادات النفطية إليه، مع عودة أزمة الوقود الحادة في مناطق سيطرته إلى الواجهة مجدداً، وإقرار حكومته تخفيض كميات مادتي “البنزين” و”المازوت” (الديزل) المخصصة للمحافظات.
وبرّرت “وزارة النفط” التابعة للنظام القرار الصادر في 9 آذار الحالي بـ”تأخُّر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها بسبب العقوبات والحصار الأمريكي الجائر” وفق تعبيرها، فيما كشفت صحيفة “الوطن” الموالية، أن معظم محطات الوقود في دمشق خلت من مادة “البنزين”، ونقلت عن مصادر (لم تسمّها) أن نسبة التراجع حالياً من كميات البنزين الموزّعة تقدر بـ 10 بالمئة عما كان سابقاً، وأن هذه الحال “ستستمر حتى وصول مزيد من التوريدات”.
ويأتي الحديث عن عودة أزمة الوقود، رغم تصريحات لسفير نظام الأسد في موسكو “رياض حداد” لصحيفة “الوطن” في 27 شباط الفائت، أكد فيها أن “التوريدات الروسيّة” وعلى رأسها القمح والنفط بدأت بالوصول إلى سوريا، مضيفاً أنها ستستمر بالوصول خلال شهري آذار ونيسان، حيث جرى الاتفاق على جدولتها وفق خطة “طويلة الأمد”.
وفي 4 آذار الحالي، كشفت وكالة “الأناضول”، نقلاً عن “مصادر مطلعة”، أن السبب وراء أزمتي الخبز والوقود في مناطق سيطرة النظام يتعلق بفسخ شركات روسية عقودها مع الأخير، بسبب تأخره في دفع المستحقات المترتبة عليه سابقاً.
وتتهم وسائل إعلام النظام عادةً العقوبات الأمريكية بالتسبب بأزمات الوقود والخبز والسلع الأساسية، إضافة إلى انهيار سعر “الليرة”، ما حدا بالسفارة الأمريكية في دمشق للرد على تلك الادعاءات في 14 من تشرين الثاني الماضي، عبر التأكيد بأن النظام هو المسؤول عن تلك الأزمات، بسبب إيقافه دعم الغذاء والوقود، لتمويل آلته العسكرية الموجّهة ضد الشعب السوري.