الحراك الغربي ضد الأسد.. تهديد بـ”المحاسبة” واتصالات لدفع الحل السياسي
صحيفة "الشرق الأوسط" كشفت عن اتصالات جديدة بين أعضاء مجلس الأمن حول الملف السوري
كشف دبلوماسيون في الأمم المتحدة، عن اتصالات تجري بين أعضاء مجلس الأمن، ومنهم روسيا، في مسعى أمريكي يستهدف إعطاء “دفعة جديدة” لإيجاد حلّ سياسي في سوريا، بناء على القرار 2254 الذي صدر بإجماع دول المجلس عام 2015.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن دبلوماسي غربي في نيويورك (لم تكشف جنسيته أو هويته) أن الاتصالات الأمريكية في مجلس الأمن، ركّزت على جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسن”، الذي سيقدّم إحاطة جديدة إلى أعضاء المجلس مطلعَ الأسبوع المقبل.
ويُفترض أن يُطلع “بيدرسن” أعضاء مجلس الأمن على أسباب عدم إحراز أي تقدم في الجولات الأخيرة من اجتماعات “اللجنة الدستورية” السورية، التي انعقدت آخر جولاتها في 25 كانون الثاني الماضي.
وتوقّع الدبلوماسي الغربي -وفقاً لـ”الشرق الأوسط”- أن يطلب بيدرسن دعم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) التي أكدت في أكثر من مناسبة أنها “تؤيد جهوده”.
وأشارت الصحيفة نفسُها إلى أن الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن يترقّبون الكلمة التي ستلقيها رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي، المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس – غرينفيلد” خلال هذا الاجتماع.
ورجّحت “الشرق الأوسط” أن تشمل كلمة “غرينفيلد” تركيزاً على ثلاثة محاور فيما يخص الملف السوري، وهي “العملية السياسية” التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، و”المساعدات الإنسانية” التي تزداد إلحاحاً، و”ترسانة الأسلحة الكيميائية” لدى نظام الأسد واستخدامها في سياق الحرب.
ويأتي الحديث عن حراك دبلوماسي في مجلس الأمن، مع مرور الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الثورة الشعبية ضد نظام الأسد في آذار 2011، في ظل تصريحات أمريكية أوروبية تصر على دفع العملية السياسية في سوريا، وضرورة محاسبة نظام الأسد على انتهاكاته خلال السنوات العشر الماضية.
والخميس الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” إن الولايات المتحدة، ستستخدم “مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة” للدفع باتجاه “إنهاء مستدام لمعاناة الشعب السوري”، مشدداً على دعم بلاده دور الأمم المتحدة في التفاوض على تسوية سياسية في سوريا “بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن بلاده بصدد مراجعة ما قد تفعله “لتعزيز آفاق التسوية السياسية في سوريا”، مشدداً على أن “بشار الأسد” هو سبب “معاناة الشعب السوري والكارثة الإنسانية” التي لحقت به خلال عشر سنوات.
وجاءت تصريحات “برايس” بعد يومين من صدور بيان مشترك للحزبين الأمريكيين (الديمقراطي والجمهوري) أدان ما سمّاها “الفظائع” التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري، ووصف بشار الأسد بـ”الجزّار الإرهابي”، وأكد البيان -وفقاً لقناة “الحرة” الأمريكية- أن الولايات المتحدة “ملتزمة بمحاسبة نظام الأسد وداعميه على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.
وتزامنت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مع قرار للبرلمان الأوروبي، الخميس، يعارض التطبيع مع نظام الأسد، قبل إحراز تقدم في مسار الحل السياسي، ويؤكد عدم وجود مصداقية لـ”انتخابات الرئاسة” في سوريا.
ودعا القرار إلى توسيع العقوبات ضد النظام ليشمل المسؤولين الروس والإيرانيين، وطالب الدول الأوروبية بزيادة الجهود في محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري.