هل يساهم إطلاق العملية التشاورية الروسية التركية القطرية في دفع مسار الحل السياسي ؟
محللون : العملية التشاورية مسار روسي لكسب الوقت والروس يتقربون من حلفاء واشنطن من أجل مصالحهم
أعلنت تركيا وروسيا وقطر إطلاق عملية تشاورية جديدة بشأن تسوية القضية السورية وذلك خلال اجتماع عقده وزراء خارجية الدول الثلاث مولود تشاووش أوغلو وسيرغي لافروف والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة ظهر اليوم ، وُصفت هذه العملية بأنها ليست بديلا عن مسار أستانة الذي يبحث قضايا عسكرية واجتماعية وإنسانية بحسب الوزير لافروف ، الذي أشار أيضا إلى أنها ستشمل لقاءات بين خبراء ومختصين وعلى المستوى الوزاري في الأيام القادمة من أجل تنسيق جهود الحل السياسي في سوريا .
من جانبه أكد مولود تشاووش أوغلو أن حل الأزمة في سوريا ممكن إذا تم تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومن بينها القرار 2254 مشيرا إلى أن على الدول العربية والمجتمع الدولي بشكل عام العمل من أجل مصالح الشعب السوري وإيجاد حل سياسي يلبي طموحاته وقال إن التطبيع مع النظام يشجعه على الاستمرار في ممارساته العدوانية ضد السوريين.
وأكد وزير خارجية قطر استمرار بلاده في دعم الشعب السوري وقال : إن الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات مع النظام لا تزال قائمة وأنه لا بد من مواجهة الأزمة من خلال دعم المبادرات الإنسانية مشددا على دعم بلاده لعمل لجنة صياغة الدستور.
ورأى المحلل السياسي حسن النيفي أن روسيا تريد من وراء هذه العملية كسب المزيد من الوقت لأنها تدرك أنه بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة تريد التقرب من حلفاء واشنطن في المنطقة وفتح بعض الشرايين الاقتصادية التي تضخ الحياة لدى النظام مشيرا في الوقت نفسه إلى أن موافقة تركيا وقطر على هذه العملية قد تكون مشروطة بالزام النظام بالعملية السياسية
وأضاف النيفي أنه ليس هناك ثقة بالروس وهم لا يريدون تطبيق القرارات الأممية ، ولو كانوا جادين في العملية السياسية لما ساهموا في انشاء مسار استانة بديلا لمسار جنيف ، فغايتهم إعادة تعويم نظام الأسد وهم يقدمون بعض التنازلات للأطراف الأخرى خدمة لمصالح تلك الأطراف وليس من أجل مصلحة السوريين مشيرا إلى أن القوى الإقليمية وغيرها تدافع عن مصالح السوريين بما يتوافق مع مصالحهم
وكان وزير الخارجية الروسي أجرى محادثات في الرياض ضمن جولته الخليجية تمحورت حول مساعي فك عزلة نظام الأسد بحسب مصادر صحفية ، ولا سيما من قبل المملكة العربية السعودية مع اشتداد آثار العقوبات والحصار السياسي والاقتصادي الغربي المفروض على النظام ، مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية التي أعلنت روسيا دعمها لإجرائها في موعدها المحدد في نيسان المقبل.
وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف أن الأساس بالنسبة للقضية السورية هو إيجاد حل سياسي ودعا النظام والمعارضة إلى التوافق على هذا الحل وقال ردا على سؤال فيما إذا كانت السعودية تشارك الإمارات العربية موقفها بأن العقوبات المفروضة على سوريا تمنع التسوي
ورأى المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي الدكتور سامر إلياس أن تصريحات الوزير السعودي تؤكد وجوب إيجاد تسوية سياسية وهي تختلف عن المواقف التي أعلنتها دولة الإمارات بالنسبة لإعادة النظام إلى المحيط العربي ..
وقال الدكتور الياس إن الوجود الإيراني في سوريا كان موضع بحث بين فرحان ولافروف وهو ما بدا واضحا من خلال حديث الوزير السعودي عن الميليشيات الطائفية.
وقبيل زيارة لافروف إلى الرياض بيوم أوفدت الرئاسة الروسية إلى العاصمة السعودية الكسندر لافرنتيف المبعوث الخاص للرئيس بوتين والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دون أن تتسرب تفاصيل أو نتائج تصب في إطار المساعي الروسية ، بخصوص الانفتاح على النظام .
راديو الكل ـ تقرير