نتنياهو يعلن مواصلة البحث عن جثة كوهين في سوريا والنظام يلتزم الصمت
كوهين لعب دوراً بالغ الأهمية في احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان رغم إعدامه قبل حرب حزيران
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن حكومته تبذل “جهوداً حثيثة” للعثور على رفات جاسوسها، إيلي كوهين، الذي أعدم في سوريا تمهيداً لاستعادتها، وذلك في مؤشر على تعاون نظام الأسد مع تل أبيب.
وفي معرض رده، أمس الثلاثاء، على سؤال لقناة “آي 24 نيوز” بشأن ما إذا كانت هناك جهود تبذل حالياً للعثور على الرفات واستعادته، أجاب نتانياهو “هذا صحيح”.
وقال: “أنا مصمم على أن أعيد إلى الوطن جميع جنودنا الذين سقطوا في الميدان … لقد أعدنا رفات، زخاري باوميل، من خلال اتصالاتي المميّزة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين”.
وتابع نتانياهو “نحن نواصل العمل المتعلّق بإيلي كوهين”.
ولم تعلق حكومة النظام على تصريح نتنياهو حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال نتانياهو، الذي يقوم بحملة انتخابية استعدادا للانتخابات التشريعية: “أعتقد أن علاقتي الشخصية بفلاديمير بوتين هي رصيد استراتيجي مهمّ لإسرائيل”.
لكنه عاد وقال في تصريح للإذاعة العسكرية: “لن نكف عن البحث عن إيلي كوهين… ولا أقول إننا نفعل ذلك بواسطة روسيا”.
وقال صحفي وناشط فلسطيني في دمشق لفرانس برس، طالبا عدم نشر اسمه، إن “سكانا تمكنوا من مراقبة جنود روس” وهم يدخلون مقبرة مخيم اليرموك.
لكن مسؤولا كبيرا في فصيل فلسطيني، مقرّه في دمشق، أكد لفرانس برس طالبا بدوره عدم نشر اسمه أنه “من المؤكد أن رفات إيلي كوهين ليس في المخيم… وأنه نقل إلى مكان آمن”.
وفي الأسابيع الأخيرة، سرت معلومات بشأن مفاوضات تجريها إسرائيل مع روسيا، حليفة النظام من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وصولا حتّى إلى رفات الجاسوس الذي لعب دوراً بالغ الأهمية في احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1967.
وفي صيف 2018، أعلنت إسرائيل أنها استعادت ساعة اليد التي كان يضعها كوهين، وزعمت أن ذلك تم بـ “عملية خاصة نفذها الموساد”.
وألقت السلطات السورية القبض على كوهين في 24 من كانون الثاني 1965، ليعدم في ساحة المرجة وسط دمشق في 18 من أيار من ذات العام.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت، في نيسان 2019، قبل أقل من أسبوع من الانتخابات التشريعية المبكرة التي سمحت لنتنياهو بالبقاء في السلطة، استعادة رفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، الذي كان مفقودا منذ 1982.
وقال بوتين يومها إنّ “الجيشين الروسي والسوري عثرا على الرفات”.
وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، كشفت في 6 من شباط الماضي، أن القوات الروسية أطلقت عملية بحث في مقبرة قرب مخيم “اليرموك” للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق، في محاولة للعثور على جثتي الجنديين الإسرائيليين تسيفي فيلدمان ويهودا كاتس اللذان قتلا في معركة السلطان يعقوب في مواجهات مع الجيش السوري إبان حرب إسرائيل ضد لبنان عام 1982”.