الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحصي “الانتهاكات ضد المرأة” بسوريا خلال 10 سنوات
في تقرير مطول أصدرته الشبكة بمناسبة "اليوم الدولي للمرأة"
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن الانتهاكات التي تعرّضت لها المرأة في سوريا خلال السنوات العشر الماضية لم تحظَ بالقدر الكافي من الاهتمام الدولي والأممي، وأوردت حصيلة لأبرز الانتهاكات الواقعة بحق المرأة منذ آذار 2011 حتى آذار 2021.
جاء ذلك في تقرير مطول للشبكة جاء في 17 صفحة، اليوم الإثنين، بمناسبة “اليوم الدولي للمرأة”.
ووثّق التقرير مقتل ما لا يقل عن 16104 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، منذ آذار 2011 حتى آذار 2021، قتل 11923 منهن على يد قوات نظام الأسد، و969 على يد القوات الروسية، و587 على يد تنظيم داعش، و 77 على يد هيئة تحرير الشام، و878 على يد قوات الجيش الوطني/ فصائل المعارضة المسلحة، و161 على يد قوات سوريا الديمقراطية، و658 على يد قوات التحالف الدولي، و851 على يد جهات أخرى، بحسب الإحصاءات التي أوردتها “الشبكة” بناء على “قاعدة بيانات”.
وعلى صعيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري، فأحصى التقرير ما لا يقل عن 9264 سيدة، لا يزلنَ قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011، بحسب “قاعدة البيانات”، 8029 منهن لدى قوات نظام الأسد، و255 لدى تنظيم داعش، و43 لدى هيئة تحرير الشام، و761 لدى قوات الجيش الوطني/فصائل المعارضة المسلحة، و176 لدى قوات سوريا الديمقراطية.
وطبقاً للتقرير، فإن ما لا يقل عن 92 سيدة قتلن بسبب التَّعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في المدة نفسها، 74 منهن على يد قوات نظام الأسد.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 11523 حادثة عنف جنسي، ارتكب نظام الأسد 8013 منها، بينها 879 حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وارتكب تنظيم داعش 3487، في حين أن 11 حادثة عنف جنسي ارتكبتها فصائل في المعارضة المسلحة، و12 كانت على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار تقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إلى “أنماط عديدة أخرى من الانتهاكات” التي ارتكبت بحق المرأة في سوريا، بينها “تعرض بعض النساء اللواتي انخرطن في الشأن العام، وعملنَ في الأنشطة السياسية والإعلامية والإغاثية إلى السخرية على أساس الجنس، والتضييق لدفعهن إلى التخلي عن عملهن”.
وفي هذا السياق وثّق التقرير ما لا يقل عن 67 حادثة “اعتداء وترهيب” تعرّضت لها النساء الناشطات أو العاملات أو المراكز المختصّة بالمرأة على خلفية أنشطتهن منذ آذار/ 2020 حتى آذار/ 2021، وذلك في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في كل من محافظات إدلب وحلب والرقة والحسكة ودير الزور، والتي تخضع لسيطرة واحدة من القوى التالية: قوات الجيش الوطني/ فصائل المعارضة المسلحة، قوات سوريا الديمقراطية، هيئة تحرير الشام، فيما لم يتم تضمين مناطق نظام الأسد وممارساته في هذا المجال ضمنَ التقرير.
وذكرت “الشبكة السورية” أن التقرير اعتمد على “الروايات واللقاءات التي أجراها مع عدد من السيدات الناشطات والعاملات في مجالات مختلفة، واللواتي تعرضن لواحدة أو أكثر من الانتهاكات التي يغطيها التقرير”، وأوردَ 11 رواية “تم الحصول عليها عبر حديث مباشر مع الشاهدات، وليست مأخوذة من مصادر مفتوحة”.
وخلص التقرير إلى أن ما سماها “قوى النزاع السوري” ارتكبت “العديد من الانتهاكات الفظيعة بحق المرأة السورية، بلغ بعضها مستوى الجرائم ضد الإنسانية”، مشدداً على أن نظام الأسد يُعد “المرتكب الأكبر لتلك الانتهاكات، والمسؤول الرئيس عنها باعتباره الجهة المسيطرة على نظام الحكم”.
وفي خاتمة التقرير قدّمت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مجموعة من التوصيات لـ”كافة أطراف النزاع” بينها “التوقف عن جميع أنماط الانتهاكات بحق المرأة السورية وبشكل خاص الانتهاكات الفظيعة. وإنهاء كافة أشكال التمييز على أساس الجنس”.
كما أوصى التقرير المنظمات الإنسانية والجهات المانحة “بدعم المنظمات التي تُعنى بشؤون المرأة”، ودعا المجتمع الدولي إلى “العمل بشكل فعلي على تسريع عملية الانتقال السياسي نحو الديمقراطية، مما يساهم في تعزيز حقوق المرأة الأساسية في المجتمع السوري”.
ومنذ العام 1975، اعتمدت الأمم المتحدة لأول مرة الاحتفال بـ”اليوم العالمي للمرأة، للتذكير بحقوقها والانتهاكات التي تتعرض لها، واختار منظّمو الحدث في العام الحالي شعار “اختاري أن تتحدي” لتشجيع كسر الصورة النمطية عن المرأة.
سوريا – راديو الكل