وثائق مسربة: بريطانيا بصدد تخفيض المساعدات الإنسانية في سوريا ودول أخرى
صحيفة "التايمز" قالت إن بريطانيا اتخذت هذا القرار تحت التأثير الاقتصادي لجائحة كورونا
كشفت صحيفة “التايمز” مضمون وثائق مسرَّبة عن وزارة الخارجية، وضعت فيها حكومة “بوريس جونسون” خططاً سرية، لخفض الدعم الإنساني في مناطق الصراع العالمي بما يتجاوز الثلثين، خلال العام الجاري.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة البريطانية، نقلاً عن وثيقة مؤرَّخة في شباط الماضي، نشرها أول مرة موقع (أوبن ديموقراسي)، فإن لندن ستخفض الإنفاق على المساعدات في سوريا بنسبة 67 في المئة، وفي لبنان بنسبة 88 بالمئة، وفي ليبيا بنسبة 63 في المئة، وفي الصومال بنسبة 60 في المئة، وفي جنوب السودان بنسبة 59 في المئة، وفي نيجيريا بنسبة 58 بالمئة، وأخيراً في جمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة 60 بالمئة.
وتشير “التايمز” إلى أن التخفيضات المخطط لها أصبحت “ضرورية”، بسبب قرار حكومة البريطانية خفض الإنفاق على المساعدات من 0.7 إلى 0.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، اعتباراً من نيسان القادم، إلى جانب التخفيضات التي نجمت عن انخفاض دخل المملكة المتحدة نتيجة انتشار جائحة كورونا.
ونتيجة للآثار الاقتصادية، بحسب الصحيفة نفسها، اضطُرت وزارة الخارجية البريطانية إلى خفض ميزانية المساعدات السنوية من نحو 15 مليار جنيه إسترليني قبل الوباء، إلى حدود 9 مليارات خلال العام 2021.
وتعليقاً على مضمون الوثيقة المسرّبة، أكّدت الخارجية البريطانية أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات حول تخفيض المساعدات السنوية لدول الأزمات، وشدّدت على أن لندن ستظل مانحاً مهماً للمساعدات في العالم، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
غير أن المتحدث باسم حكومة جونسون، أوضح أن لندن أُجبرت بسبب “التأثير المُزلزِل” للوباء على اتخاذ “قرارات صعبة لكنها ضرورية”، تشمل “التخفيض المؤقت للمبلغ الإجمالي الذي ننفقه على المساعدات”.
ومطلع آذار الحالي، قالت بريطانيا إنها خفضت قسماً كبيراً من مساعداتها لليمن، وبررت بأن جائحة كورونا صنعت “وضعاً مالياً صعباً لنا جميعاً”.
وأشارت الحكومة البريطانية إلى إنها ستقدم “على الأقل” 87 مليون جنيه إسترليني العام الجاري، بدلاً من 214 مليون جنيه إسترليني قدّمتها العام الماضي.
ولقي قرار لندن تنديداً واسعاً من قبل مسؤولي الأمم المتحدة ومديري جمعيات الإغاثة، حيث وصفه الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” بأنه “حكم بالإعدام”، في إشارة إلى سوء الأوضاع الإنسانية في اليمن، التي تعد “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
ويتزامن عزم بريطانيا تخفيض مساعداتها إلى سوريا، مع انحدار الأخيرة في أزمة اقتصادية وإنسانية حادة، أحصى فيها “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، في 13 شباط الفائت، نحو 60 بالمئة من السوريين يعانون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي.