“منسقو الاستجابة” يرصد الأوضاع الميدانية والإنسانية شمال غربي سوريا منذ اتفاق وقف النار
فريق "منسقو الاستجابة" حذّر من أن وقف إطلاق النار في إدلب "مهدّد بالانهيار" بسبب خروقات النظام وحلفائه
حذّر فريق “منسّقو استجابة سوريا” من أن وقف إطلاق النار في إدلب “مهدّد بشكل كبير بالانهيار”، بسبب عدم التزام قوات النظام والقوات الروسية بوقف الخروقات والانتهاكات، وطالب الجهات الدولية بالعمل على تثبيت التهدئة.
جاء ذلك في بيان نشره فريق “منسقو الاستجابة”، اليوم السبت، رصد فيه الأوضاع الإنسانية والميدانية في شمال غرب سوريا بعد عام كامل من وقف إطلاق النار، بناء على اتفاق تركي روسي في 5 آذار 2020.
الأوضاع الميدانية
وقال البيان إن خروقات النظام والقوات الروسية، الموثقة لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، بلغت منذ بداية الاتفاق 5,453 خرقاً، تشمل الاستهداف بالقذائف المدفعية والصاروخية والطائرات المسيرة، إضافة إلى استخدام الطائرات الحربية الروسية في عدة مناطق بأرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية.
واعتبر البيان وقف إطلاق النار بعد توثيق تلك الخروقات “غير مستقر بشكل كامل”، محذراً من أنه “مهدد بشكل كبير بالانهيار” في حال عدم التزام الجانب الروسي وقوات النظام بوقف الخروقات المتعمدة على المنطقة.
وحول الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال عام من الاتفاق، أحصى “منسقو الاستجابة” مقتل 19 طفلاً، و7 نساء، و43 رجلاً، و7 من كوادر العمل الإنساني.
أما المنشآت والبنى التحتية المستهدفة منذ آذار 2020، فأكّد البيان استهداف موقعين لمراكز إيواء ومخيمات، و15 منشأة تعليمية، ومنشأتين طبيتين، و10 مراكز خدمية، و11 من دور العبادة، و4 أسواق شعبية.
الأوضاع الإنسانية
ووثّق بيان “منسقو الاستجابة” نزوح 1,041,233 شخصاً خلال العمليات العسكرية الأخيرة لنظام الأسد وحلفائه قبل وقف إطلاق النار، عاد منهم إلى مناطق ريف إدلب 302,715 نسمة، بينما عاد منهم 251,890 نسمة إلى مناطق ريف حلب.
وفيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية للمدنيين في المنطقة، فبلغت -بحسب البيان- نسبة 37.8 % في المخيمات المنتظمة، و 23.4 % في المخيمات العشوائية، و 39.5 % في القرى والبلدات التي تؤوي نازحين، و19.3 % في القرى والبلدات التي تشهد عودة النازحين.
وأضاف بيان “منسقو الاستجابة” أن معدلات الفقر في منطقة شمال غربي سوريا ازدادت بمقدار 1.8%، لتصل إلى معدل إجمالي 84.3%، في حين ارتفعت معدلات البطالة بنسبة 2.3%، لتصل إلى معدل إجمالي 81.8%.
الأسباب الرئيسية للخلل في الاستجابة الإنسانية
وطبقاً للبيان، فإن عمليات الاستجابة الإنسانية للسكان المحتاجين في شمال غربي سوريا لا تزال منخفضة بشكل واضح من قبل المنظمات العاملة في محافظة إدلب، موضحاً أن ذلك يعود لعدة أسباب، بينها ضعف التمويل اللازم لتمويل المشاريع الأساسية في المنطقة، وخاصةً المشاريع المتعلقة بالإجراءات الوقائية للتعامل مع جائحة فيروس كورونا، وتركيز المنظمات على مناطق معينة وتهميش المناطق الأخرى، إضافة إلى تداخل عمل المنظمات بشكل كبير ضمن المناطق الأساسية فقط.
وشدّد البيان على أن المنظمات الإنسانية لم تقدّم في مناطق عودة النازحين حتى الآن أي مشاريع حقيقية “بسبب اعتبار تلك المناطق خطرة ولا يمكن العمل بها”.
وخلص بيان “منسقو استجابة سوريا” إلى مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية باتخاذ موقف واضح وحازم من الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار والعمل على إيقاف الهجمات المتعمدة ضد المدنيين من قبل قوات النظام وروسيا وإيران في شمال غربي سوريا.
كما حثّ كافة الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري، العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإيقاف الخروقات المستمرة للسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم، وناشد المنظمات والهيئات الإنسانية العمل على تأمين احتياجات العائدين إلى مناطقهم، إضافة إلى تأمين احتياجات النازحين في مناطق النزوح، وتفعيل المنشآت والبنى التحتية الأساسية في مناطق عودة النازحين.
وفي 5 آذار 2020 توصّل الرئيسان التركي والروسي في موسكو إلى اتفاق لوقف النار في شمال غربي سوريا، عقب عملية عسكرية واسعة لقوات نظام الأسد في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، وتضمّن الاتفاق إنشاء “ممر أمني” بين مناطق سيطرة النظام والمناطق المحررة، على أن تتولى مراقبته دوريات روسية وتركية مشتركة على طول الطريق الدولي M4 بين ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف اللاذقية الشمالي.