عام على التهدئة.. “منسقو الاستجابة” يكشف عدد النازحين العائدين لمناطقهم بإدلب وحلب
مدير "منسقو الاستجابة" أكد عدم عودة النازحين إلى المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد خلال حملته الأخيرة في شتاء 2020
عاد نحو 282 ألف نازح إلى مناطقهم في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا، بحسب تصريحات لمدير فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري”، محمد حلاج، لوكالة الأناضول، في الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيسين التركي والروسي.
وقال مدير فريق “منسقو الاستجابة” للأناضول، إنه مع توقف العمليات العسكرية لنظام الأسد وحلفائه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ المدنيون بالعودة إلى بيوتهم التي نزحوا منها، وأضاف أن “نحو 282 ألفاً و544 مدنياً عادوا إلى منازلهم في ريفي حلب وإدلب”.
ولفت “حلاج” إلى أن العائدين إلى ديارهم ما زالوا بحاجة إلى مساعدات من المنظمات الإنسانية، وذكر أن القذائف غير المنفجرة التي أطلقتها قوات نظام الأسد، تشكّل واحدة من أهم المشاكل التي تواجه العائدين إلى مناطقهم الأصلية في ريفي حلب وإدلب.
وتوقّع مدير فريق “منسقو الاستجابة” عودة مزيد من المدنيين إلى بيوتهم في حال استمر سريان وقف إطلاق النار، لافتاً إلى عدم توفر إحصائية دقيقة لإجمالي أعداد النازحين الذين لم يعودوا بعدُ إلى مناطقهم، مع تأكيد عدم عودة النازحين إلى المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد خلال حملته الأخيرة في شتاء 2020، قبيل وقف إطلاق النار.
وعلى الرّغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا وفقاً للاتفاق الموقّع بين الرئيسي التركي والروسي بموسكو في 5 آذار 2020، إلا أن قوات نظام الأسد وحلفاءه من القوات الروسية والمليشيات الإيرانية تواصل بشكل متكرر انتهاكاتها، عبر عمليات القصف العشوائي للمناطق المدنية، أو قنص مدنيين في الأراضي الزراعية التي تقع على خطوط التماسّ، أو عبر عمليات التسلل إلى المناطق المحررة، والتي تعلن الفصائل العسكرية التصدي لها.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قتل مدنيان وأصيب 5 آخرون، جراء قصف مدفعي لقوات النظام على جبل الزاوية جنوبي إدلب، تزامناً مع استهداف مناطق متفرقة من حماة وحلب بقصف مماثل وبغارات جوية روسية.
والإثنين الماضي، وثّق فريق “استجابة سوريا” في بيان، 324 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، خلال شهر شباط الحالي فقط، بينها استهداف بالطائرات الحربية الروسية والطائرات بدون طيار، موضحاً أنها خلّفت العديد من الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين.
وطالب فريق “منسقو الاستجابة” في البيان، كافّة الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري “العمل على تثبيت وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، وإيقاف الخروقات المستمرة للسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم”، كما ناشد المنظمات والهيئات الإنسانية “العمل على تأمين احتياجات العائدين إلى مناطقهم، إضافة إلى تأمين احتياجات النازحين في مناطق النزوح، وتفعيل المنشآت والبنى التحتية الأساسية في مناطق عودة النازحين”.
وخلال اجتماعات النسخة 15 من مباحثات أستانا حول سوريا، وافقت الدول الضامنة (تركيا-روسيا-إيران) على تمديد اتفاق التهدئة في شمال غربي سوريا، غير أن قوات نظام الأسد واصلت خلال الأيام التالية للاتفاق قصف المناطق المدنية في أرياف محافظة إدلب.