تقرير حقوقي يكشف حجم الدمار في القطاع الصحي بسوريا خلال 10 سنوات
التقرير وصف الهجمات على مرافق الرعاية الصحية بأنها "استراتيجية حرب ذات عواقب وخيمة"
قال تقرير جديد للجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، إن حجم الدمار الذي خلّفته 10 سنوات من الهجمات على المرافق الصحية في سوريا، أدى إلى شلل كبير في قدرة البلاد على مواجهة فيروس كورونا.
وكشف التقرير الذي أعدّته “لجنة الإنقاذ الدولية” (غير حكومية، مقرُّها في نيويورك) بالتعاون مع منظمات محلّية سورية، وترجمه موقع “الحرة”، أن المستشفيات “تحولت من ملاذات آمنة للسوريين إلى أماكن يخشون دخولها”، مع استنزاف “سنوات الحرب” المنظومة الصحية في أنحاء سوريا، والدمار الذي لحق المستشفيات، ونقص الكوادر الطبية، ثم تأثير انتشار وباء كورونا في تفاقم سوء القطاع الصحي.
وأجرت المنظمة استطلاعاً بين السوريين خلص إلى أن 60 في المئة من المستجوَبين فيه تأثروا بشكل مباشر من تدمير مراكز الرعاية الصحية، وقال 33 في المئة منهم إنهم تعرضوا لهجوم مباشر، و 24 في المئة قالوا إنهم لم يتمكنوا من الحصول على العلاج بسبب هجوم، فيما أجبر 24 في المئة منهم على الفرار من منازلهم بسبب هجمات.
وشكّلت الغارات الجوية 72 في المئة من الهجمات التي تعرضت لها المرافق الصحية، وفقاً لما نقله التقرير عن عاملون فيها.
ووصف التقرير الهجمات على مرافق الرعاية الصحية بأنها “استراتيجية حرب ذات عواقب وخيمة”.
وبحسَب التقرير، فإنه لم يسلم من الهجمات حتى العاملون في مجال الرعاية الصحية، وقال 68 في المئة منهم إنهم كانوا داخل منشأة صحية عند تعرضها لهجوم، فيما قال 81 في المئة منهم إن زميلاً أو مريضاً أصيب أو قتل في هجوم.
ونتيجة الهجمات ضد المرافق الصحية، بات العاملون يخشون على أنفسهم ما دفع الكثير منهم إلى المغادرة، بحسب التقرير.
ونقل التقرير عن الدكتور “حسن”، جراح الأوعية الدموية في مستشفى إدلب الجراحي قوله، إنهم بينما كانوا في غرفة العمليات يجرون عملية جراحية سقطت قنبلة قرب المستشفى، وقال إن “الزجاج تكسر وتدمرت معداتهم وأصيبت المريضة التي كانت تجرى لها العملية بجروح”.
وأوضح “الدكتور حسن” أن أفراد الطاقم “هربوا إلى القبو حتى هدأت الأمور ليُكملوا العملية بسرعة كبيرة من أجل إنقاذ حياتها”.
وطبقاً للتقرير، غادر نحو 70 في المئة من العاملين في القطاع الصحّي البلاد، وباتت النسبة الآن طبيب واحد لكل 10 ألف سوري، ويُضطر العاملون في هذا المجال للعمل أكثر من 80 ساعة في الأسبوع، في محاولة لتعويض النقص.
وأحصت “منظمة الصحة العالمية” في آذار العام الماضي، 337 هجوماً على مرافق طبية في شمال غربي سوريا بين عامي 2016 و2019، وقالت إن نصف المنشآت الطبية -البالغ عددها 550 في المنطقة- بقيت قيد الخدمة.
وفي تشرين الأول الماضي، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن قوات نظام الأسد وحلفائه الروس، ارتكبت “جرائم حرب” ترتقي إلى “جرائم ضد الإنسانية” في منطقة إدلب، عبر “الهجمات المتكررة على البُنى التحتية المدنية”.
وأوضح التقرير حينها أن عشرات الضربات الجوية والبرية غير القانونية من قبل القوات الروسية وقوات نظام الأسد على المستشفيات والمدارس والأسواق، قتلت مئات المدنيين “كما أضرّت بشكل خطير في الصحة، والتعليم، والغذاء، والماء، والمأوى”، و”تسببت بنزوح جماعي”.
سوريا – راديو الكل