“على هذا الكابوس أن ينتهي”.. “أطباء بلا حدود” تطالب بإيجاد حلول للمحتجزين بمخيم الهول
أطباء بلا حدود أعربت عن قلقها البالغ حول انعدام الأمن الذي يواجهه سكان المخيم الذي يشكّل النساء والأطفال نسبة الثلثَين فيه
أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن صدمتها وحزنها جراء مقتل وإصابة أفراد من طاقمها في مخيم الهول شمالي سوريا مؤخراً، مطالبة الوحدات الكردية بتحمل مسؤولياتها في توفير الأمن والأمان في المخيم الذي وصفت الوضع داخله بـ “الكابوس”.
وقالت المنظمة في تقرير الثلاثاء، 2 من آذار، إنه “في أعقاب مقتل أحد موظفيها وإصابة ثلاثة موظفين آخرين في مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا، تعرب أطباء بلا حدود عن صدمتها وحزنها إزاء الأحداث التي وقعت، وقلقها البالغ حول انعدام الأمن الذي يواجهه سكان المخيم، الذي يشكّل النساء والأطفال نسبة الثلثَين فيه”.
وأوضحت المنظمة أن أحد أفراد طاقمها قُتل ليلة 24 من شباط، في الخيمة التي يقطنها داخل المخيم.
وأضافت أنه عقب تلك الحادثة بثلاثة أيام، توفيت طفلة هي ابنة موظف آخر في حريقٍ شبّ خلال حفل زفاف في المخيم، كما وأصيب ثلاثة موظفين آخرين في الحريق الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل.
وأكدت أن “الوضع في مخيم الهول من ناحية الأمن والأمان غير مقبول على مدى العامين الماضيين”، مضيفة أن “الوضع شهد مزيداً من التدهور هذا العام، حيث وقعت أكثر من 30 عملية قتل منذ كانون الثاني”.
وبينت المنظمة أنه في ظلّ تفاقم سوء الوضع الأمني في الهول، اضطرّت إلى تعليق أنشطتها في المخيم خارج العيادة مؤقتاً، حيث توقفت عن توفير الرعاية الصحية في الخيام وبعض أنشطة المياه والصرف الصحي.
وناشدت المنظمة المجتمع الدولي والبلدان التي يسكن مواطنوها في مخيم الهول أن تتحمل مسؤولية إيجاد حلول طويلة الأمد لهؤلاء الأشخاص، على أن تكون تلك الحلول طوعيةً، وتتماشى مع المعايير القانونية الدولية بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وقال مدير الأنشطة الطارئة للمنظمة في سوريا، ويل تيرنر: “يُقتل الناس بوتيرة قاسية في المخيم، غالباً داخل الخيام التي يقطنونها. يترك العديد من القتلى أطفالاً لن يكون لديهم مَن يرعاهم. تقع على السلطات مسؤولية توفير الأمن والأمان للناس في جميع الأوقات. هذه ليست بيئة آمنة كما أنها حتماً ليست مكاناً مناسباً ليكبر فيه الأطفال. على هذا الكابوس أن ينتهي”.
وفي 28 من شباط الماضي، طالب ثلاثة من مسؤولين أمميين بوضع حل دائم لمأساة الأطفال في مخيم الهول شرقي سوريا، معربين عن بالغ أسفهم عقب مصرع ثلاثة أطفال وامرأة وإصابة ما لا يقل عن 26 شخصاً بحريق اندلع داخل المخيم.
وقال تيد شيبان، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يتواجد في مخيم الهول والمناطق المحيطة في شمال شرق سوريا أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقيمون في المخيمات والسجون بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين”.
وأضاف أن “الأطفال في مخيم الهول لا يواجهون وصمة العار فحسب، وإنما يعانون أيضاً من ظروف معيشية صعبة للغاية حيث الخدمات الأساسية شحيحة أو غير متوفرة في بعض الحالات”.
في حين شدد كل من عمران ريزا، منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، ومهند هادي، المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية أن “هذه الحادثة المؤلمة تؤكد حقيقة أنه لا ينبغي لأحد، خاصة الأطفال الأبرياء، العيش في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة والخطيرة في مخيم الهول”.
وتفرض قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، حصاراً على النازحين في مخيم الهول الذي يعاني ظروفاً صحية وخدمية سيئة للغاية، كما تمنع أهله من الخروج لتلقي العلاج أو قضاء الحاجات الأخرى.
وشهد مخيّم “الهول” منذ إنشائه في منتصف نيسان 2016 العديد من حالات وفيات الأطفال، بسبب البرد أو نقص الرعاية الصحية اللازمة.
كما سجل المخيم إصابات بفيروس كورونا وعمليات اغتيال لنازحين محتجزين داخله، دون أن تتمكن الوحدات الكردية من اعتقال من يقف وراء تنفيذها.
وبحسب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يعيش نحو 90 ألف سوري وعراقي ورعايا دول ثالثة لديهم روابط أسرية مزعومة مع داعش في مخيمات النزوح المكتظة، ولا يزال نحو 85 ألف طفل من أكثر من 60 دولة محتجزين في مخيمات تسيطر عليها الوحدات الكردية، 8 آلاف منهم من رعايا دول ثالثة.