سكان جبلي التركمان والأكراد يبينون أسباب تهجيرهم ويحلمون بالعودة

خمسُ سنوات من النزوح وجبلا الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، لا يزالان خاليان من سكانهما الذين لطالما حلموا بالعودة إليهما ولكن نظام الأسد حال دون تحقيق هذا الحلم وذلك لما يتمتعان به من أهمية استراتيجية بالنسبة له ولروسيا.

أبو محمد نازح من منطقة جبل الأكراد وقاطن في مخيمات الساحل غربي إدلب يقول لراديو الكل، إنه كان لديه منزل جميل ومزرعة مشجرة بكافة أنواع الفواكه ولكن النظام حرمه من كل شيء، مشيراً إلى أنه اليوم يقطن في خيمة صغيرة ويحلم بالعودة إلى منزله ومنطقته.

شادي العوينة من سكان جبل التركمان ومقيم بمخيمات الساحل هو أيضاً، يبين لراديو الكل أن قوات النظام والروس تعمدوا قصف المنطقة من أجل تهجير سكانها وحرمانهم منها باعتبارها محاذية للقرى الموالية له من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.

زياد شيخاني من قرية وادي الشيخان الواقعة بين جبلي التركمان والأكراد ومقيم في إحدى مخيمات الساحل يؤكد لراديو الكل، أن النظام يريد أن يبقي المنطقة خالية من سكانها لقربها من مناطقه العسكرية بالإضافة إلى أنها منطقة فاصلة بين قواته والفصائل المعارضة، منوهاً إلى أن النظام يتخوف من تناقل الأخبار بين سكان تلك المناطق الذين ثاروا ضده لذلك حرمهم منها.

من جهته يوضح المحامي طارق حاج بكري من سكان طعومة في جبل الأكراد ومقيم بتركيا لراديو الكل، أن لموقعي جبلي الأكراد والتركمان أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لفصائل المعارضة والنظام الذي تكالب لإبقاء سيطرته عليها، مبيناً أن هذه المنطقة في حال السيطرة عليها من قبل المعارضة يمكن أن توجه ضربات عسكرية كبيرة لمواقع النظام وبالتالي التحكم بمحافظة اللاذقية بشكل كبير.

ويلفت حاج بكري إلى أن نظام الأسد لا يثق بجميع سكان المنطقة سواء الذين يقيمون باللاذقية أو الذين نزحوا عنها إلى المناطق المحررة بالشمال السوري لأنه يعتبرهم أعداء له حتى من قبل الثورة السورية، مؤكداً أن النظام يريد أن تبقَ هذه المنطقة خالية من سكانها من ناحية ولكي يتمتع بها عناصره وميليشياته وينهبوا خيراتها من ناحية أخرى.

ويعيش قرابة 10 آلاف عائلة مهجرة من قرى جبلي الأكراد والتركمان في مخيمات الساحل غربي إدلب في ظروف إنسانية صعبة للغاية في ظل قلة فرص العمل وضعف عمل المنظمات في المنطقة ويحلمون بالعودة إلى ديارهم.

إدلب – راديو الكل

تقرير: ياسين الرملاوي – قراءة: ديمه ساعي