عقب حريق مميت.. الأمم المتحدة تدعو إلى حل دائم لمأساة أطفال مخيم الهول
اليونسيف شددت على ضرورة عدم احتجاز الأطفال بناء على الشكوك بوجود علاقة للعائلة مع مجموعات مسلحة
طالب ثلاثة من مسؤولين أمميين بوضع حل دائم لمأساة الأطفال في مخيم الهول شرقي سوريا، معربين عن بالغ أسفهم عقب مصرع ثلاثة أطفال وامرأة وإصابة ما لا يقل عن 26 شخصاً بحريق اندلع داخل المخيم قبل يومين.
وقال تيد شيبان، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يتواجد في مخيم الهول والمناطق المحيطة في شمال شرق سوريا أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقيمون في المخيمات والسجون بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين”.
وأضاف أن “الأطفال في مخيم الهول لا يواجهون وصمة العار فحسب، وإنما يعانون أيضاً من ظروف معيشية صعبة للغاية حيث الخدمات الأساسية شحيحة أو غير متوفرة في بعض الحالات”.
وقال إن “احتجاز الأطفال يجب أن يكون الخيار الأخير، وإن حدث فيجب أن يكون لأقصر مدة ممكنة”، مشدداً على ضرورة “عدم احتجاز الأطفال بناء على الروابط الأسرية المبنية على الشكوك بوجود علاقة للعائلة مع مجموعات مسلحة أو انتماء أحد أفراد العائلة إلى المجموعات المسلحة”.
وأكد ضرورة أن تفعل السلطات المحلية شمال شرق سوريا والدول الأعضاء بالأمم المتحدة، كل ما يمكن من أجل إعادة الأطفال إلى بيوتهم وإعادة دمجهم في المجتمعات المحلية وإجلاء كافة الأطفال الأجانب إلى أوطانهم الأصلية بطريقة كريمة وآمنة.
وفي سياق متصل، قدم عمران ريزا، منسق الشؤون الإنسانية في سوريا، ومهند هادي، المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، التعازي للأسر المتضررة من الحريق وأعربا عن التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
كما أعرب المسؤولان في بيان صحفي مشترك عن القلق من احتمالات تكرار مثل هذه الحوادث إذا لم تُتخذ التدابير لمعالجة الوضع على المدى الطويل.
وقال المسؤولان إن “هذه الحادثة المؤلمة تؤكد حقيقة أنه لا ينبغي لأحد، خاصة الأطفال الأبرياء، العيش في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة والخطيرة في مخيم الهول”.
وحث المسؤولان الأمميان كافة الأطراف ذات الصلة على إيجاد حلول دائمة لكل شخص يعيش في المخيم وأن تكون تلك الحلول طوعية وكريمة.
والسبت الماضي، أفادت شبكات إخبارية محلية من بينها شبكة الخابور بمصرع ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال الحياة، وأصيب آخرون جراء اندلاع حريق ضخم بمخيم الهول شرق الحسكة، حيث تحتجز الوحدات الكردية عوائل أشخاص يعتقد بانتمائهم إلى تنظيم داعش.
وقالت شبكة الخابور إن حريقاً نشب داخل إحدى الخيام خلال عرس شعبي بالقسم الرابع ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم العروس وثلاثة أطفال، فيما أصيب أكثر من 20 شخصاً آخرين بجروح متفاوتة.
وتفرض قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، حصاراً على النازحين في مخيم الهول الذي يعاني ظروفاً صحية وخدمية سيئة للغاية، كما تمنع أهله من الخروج لتلقي العلاج أو قضاء الحاجات الأخرى.
وفي 8 من شباط الماضي، نشر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ”مجلس حقوق الإنسان” (أحد هيئات الأمم المتحدة ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا)، بياناً دعا خلاله سلطات 57 دولة لاستعادة مواطنيها من مخيمي “الهول” و”روج” للنازحين في سوريا بشكل فوري، مشيراً إلى ظروف احتجاز “لا إنسانية” يتعرض لها قاطنو المخيمين.
وشهد مخيّم “الهول” منذ إنشائه في منتصف نيسان 2016 العديد من حالات وفيات الأطفال، بسبب البرد أو نقص الرعاية الصحية اللازمة.
كما سجل المخيم إصابات بفيروس كورونا وعمليات اغتيال لنازحين محتجزين داخله، دون أن تتمكن الوحدات الكردية من اعتقال من يقف وراء تنفيذها.
وبحسب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يعيش نحو 90 ألف سوري وعراقي ورعايا دول ثالثة لديهم روابط أسرية مزعومة مع داعش في مخيمات النزوح المكتظة، ولا يزال نحو 85 ألف طفل من أكثر من 60 دولة محتجزين في مخيمات تسيطر عليها الوحدات الكردية، 8 آلاف منهم من رعايا دول ثالثة.
سوريا – راديو الكل