“منسقو الاستجابة”: النظام يواصل خرق تهدئة إدلب.. وروسيا تسعى إلى “كارثة إنسانية”
فريق "منسقو الاستجابة" طالب الجهات الدولية بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا
أكّد فريق “منسقو استجابة سوريا” أن قوات النظام تواصل خرق وقف إطلاق النار في شمال غربي البلاد الساري منذ آذار الماضي، وحذّر من سعي روسيا إلى إيقاف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة بإغلاق معبرها الوحيد مع الأراضي التركية.
ووثّق “استجابة سوريا” في بيان، اليوم الإثنين، 324 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، خلال شهر شباط الحالي فقط، بينها استهداف بالطائرات الحربية الروسية والطائرات بدون طيار، موضحاً أنها خلّفت العديد من الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين.
وطالب فريق “منسقو الاستجابة” في البيان، كافّة الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري “العمل على تثبيت وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، وإيقاف الخروقات المستمرة للسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم”، كما ناشد المنظمات والهيئات الإنسانية “العمل على تأمين احتياجات العائدين إلى مناطقهم، إضافة إلى تأمين احتياجات النازحين في مناطق النزوح، وتفعيل المنشآت والبنى التحتية الأساسية في مناطق عودة النازحين”.
وتعليقاً على البيان، قال “محمد حلاج” مدير فريق “استجابة سوريا” في تصريح لـ “راديو الكل”، إنّ خروقات النظام وحلفائه الروس تشمل استهداف مناطق مدنية مأهولة بالسكان، لافتاً إلى أن قوات النظام صعّدت من خروقاتها المستمرة في مناطق إدلب، على الرغم من تمديد اتفاق التهدئة خلال اجتماع أستانا الأخير في 16 و17 شباط الماضي.
وأشار “حلاج” إلى أن مناطق النازحين العائدين وخصوصاً في “جبل الزواية” جنوبي محافظة إدلب، تواجه تحدّيات كبيرة ولا سيما في القطاع الطبّي، بينما أوضح بيان “منسقو الاستجابة” أن فرقه الميدانية تواصل تقييم احتياجات المدنيين في مناطق النزوح والمناطق التي عاد إليها النازحون و”عرضها على جميع الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني لتقديم المساعدات الفورية للمدنيين”.
وحول ملف إدخال المساعدات الإنسانية، حذّر “فريق استجابة سوريا” الجانب الروسي من “أي محاولة لعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، أو تعطيلها لأي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي”، وحث البيان الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي “على منع أي تحركات روسية من شأنها تقويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود”.
وأضاف حلاج أن روسيا تطالب مجلس الأمن بإدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عن طريق نظام الأسد، بينما حذّر البيان من “كارثة إنسانية” تهدد مناطق شمال غربي سوريا، في حال استخدام روسيا “الفيتو” ضد قرار تمديد إدخال المساعدات عبر المعبر الوحيد “باب الهوى”، على الحدود مع تركيا.
وعلى الرّغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا وفقاً للاتفاق الموقّع بين الرئيسي التركي والروسي بموسكو في 5 آذار 2020، إلا أن قوات نظام الأسد وحلفاءه من القوات الروسية والمليشيات الإيرانية تواصل بشكل متكرر انتهاكاتها، عبر عمليات القصف العشوائي للمناطق المدنية، أو قنص مدنيين في الأراضي الزراعية التي تقع على خطوط التماسّ، أو عبر عمليات التسلل إلى المناطق المحررة، والتي تعلن الفصائل العسكرية التصدي لها.
وخلال اجتماعات النسخة 15 من مباحثات أستانا حول سوريا، وافقت الدول الضامنة (تركيا-روسيا-إيران) على تمديد اتفاق التهدئة في شمال غربي سوريا، غير أن قوات نظام الأسد واصلت خلال الأيام التالية للاتفاق قصف المناطق المدنية في أرياف محافظة إدلب.