أهالي “مخيم الركبان” يردّون على روسيا: قواتكم تحاصرنا وتمنع عنّا سبل الحياة
موسكو ادّعت أن قوات التحالف الدولي تمنع خروج المدنيين من المخيم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد
فنّد مدنيون ومسؤولون محليون في مخيم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية ما اعتبروها “أكاذيب روسية” حول مسؤولية قوات التحالف الدولي عن محاصرة المخيم، والتسبُّب بأزمة إنسانية متواصلة فيه منذ سنوات.
وقال “محمد أحمد درباس الخالدي” رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، في رسالة وجّهها للأمم المتحدة عبر “راديو الكل” خلال اتصال هاتفي، إن القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة “التنف” القريبة من المخيم، غير مسؤولة عن محاصرته، وإنها لا تجتمع بأي مدني داخل المخيم، ولا تمنع من يريد الذهاب إلى مناطق النظام من ذلك.
وشدّد “الخالدي” في رسالته على أن من يحاصر مخيم الركبان منذ سنوات ويمنع وصول المساعدات الإنسانية ومنظمات الإغاثة، هي القوات الروسية وقوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية.
وخلال اتصال هاتفي أيضاً من “راديو الكل” قال “محمد ناصر الدبوس” (أحد قاطني مخيّم الركبان) إن ادعاء القوات الروسية حول منع التحالف الدولي المدنيين من مغادرة المخيم “عارٍ عن الصحّة تماماً”.
وأردف “الدبوس” أن القوات الروسية وقوات نظام الأسد تمنع دخول أي مساعدات غذائية أو صحيّة إلى مخيم الركبان، وناشد الأمم المتحدة إغاثة قاطني المخيم، أو فتح معبر آمن لهم للمغادرة نحو مناطق الشمال السوري المحررة.
وفي اتصال هاتفي مع “راديو الكل، أكد “عقبة البطاح” (من نازحي محافظة دير الزور في مخيم الركبان)، أن قوات التحالف الدولي لا تملك أي معبر نحو مخيم الركبان، وأن المخيم محاصر من جهة الأراضي السورية من قبل القوات الروسية والمليشيات الإيرانية، بينما ترفض الأردن أو العراق (المحاذيتان لمنطقة المخيم) فتح معابر إنسانية تجاهه، رغم المناشدات المتكررة.
وطالب “البطاح” في الوقت نفسه القوات الأمريكية الموجودة في “التنف” بـ”الضغط” على روسيا لفتح ممرات إنسانية وتجارية نحو المخيّم المحاصر، متهماً الأمم المتحدة بـ”التقصير” في واجباتها تجاه آلاف المدنيين في “الركبان”.
وكانت روسيا جدّدت، أمس الجمعة، مطالبتها بتفكيك مخيّم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية، متّهمة الولايات المتحدة بـ”عرقلة” الحل لـ”المشكلة الإنسانية” في المخيم.
وقال “فياتشيسلاف سيتنيك” نائب مدير ما يسمى “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، في بيان، إن “الوضع الإنساني في مخيم الركبان يستمر بالتدهور سريعاً”، بينما تعرقل القيادة الأمريكية الموجودة في قاعدة التنف (المجاورة للمخيم) حل هذه المشكلة، “حيث تتخذ إجراءات إضافية لاحتجاز اللاجئين فيه قسراً”.
وأضاف المسؤول الروسي أن “السلطات السورية على استعداد لاستقبال جميع المواطنين الموجودين في مخيم الركبان وضمان أمنهم وتوفير ظروف معيشية كريمة لهم”.
ويقع مخيم الركبان قريباً من قاعدة التنف العسكرية على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، وكان يؤوي نحو 60 ألف نازح من عدة مناطق سورية، غير أن العدد تناقص إلى نحو 9 آلاف بسبب قيام قوات النظام والقوات الروسية بفرض حصار خانق على المخيم، بغرض تفكيكه وإخلائه من النازحين.
ويقاسي قاطنو مخيم الركبان وضعاً إنسانياً مأساوياً، حيث تمنع قوات النظام والقوات الروسية وصول أي مساعدات للمخيم إلا في إطار مفاوضات وتفاهمات سياسية، وتغلق السلطات الأردنية حدودها وترفض إدخال الحالات الإنسانية الطارئة، وشهد المخيم حالات وفاة لأطفال من البرد أو نقص الرعاية الطبية.
ويرفض النازحون الباقون في المخيم إخلاءه والذهاب إلى مناطق سيطرة نظام الأسد خشية التعرض للاعتقال، وطالبوا قوات التحالف الدولي بفتح ممرات آمنة نحو الشمال السوري المحرر.