نظام الأسد يسعى لرفد اقتصاده المتهالك عبر إعادة تنشيط “السياحة الدينية”
"السياحة الدينية" في مناطق نظام الأسد انخفضت بنسبة 80% بعد تفشي فيروس كورونا
أطلق نظام الأسد مؤخراً حملة ترويجية لما يسمى “السياحة الدينية” في مناطق سيطرته، في مسعى لتأمين قطع أجنبي يرفد من خلالها اقتصاده المتهالك، مع بلوغ الليرة السورية مستويات انهيار تاريخية.
وقال موقع “الليرة اليوم” الاقتصادي في تقرير نشره، أمس الأربعاء، إن حالة الانهيار في اقتصاد النظام، دفعته إلى اللجوء لاغتنام أي فرصة يمكن له من خلالها تأمين قطع أجنبي يرفد من خلالها خزينته، أو ما يمكن تأمينه لتغطية القطع الأجنبي اللازم لدفع تكاليف المستوردات الرئيسية كالقمح ومشتقات النفط، ومع انعدام الحركة السياحية نتيجة الوضع الأمني والدمار الذي طال الكثير من المعالم السياحية، فقد لجأ النظام إلى الترويج والسماح لما بات يطلق عليه “السياحة الدينية”.
تراجع “السياحة الدينية” في سوريا 80 في المئة
وأوضح التقرير أنه بالرغم من كون “السياحة الدينية” هي “العمود الفقري” للسياحة في سوريا بوضعها الحالي، باعتبارها تدرّ مقداراً لا بأس به من العملات الأجنبية للنظام، “غير أنها انخفضت بنسبة 80 في المئة، نتيجة ظروف انتشار فيروس كورونا في سوريا ودول الشرق الأوسط” بحسب تصريحات لـ”مسؤول غرفة سياحة دمشق”.
ولتغذية “السياحة الدينية” التي تستقطب بعض الزوار خاصة من مناطق العراق وإيران وغيرهما، وافقت “وزارة الداخلية” في حكومة النظام على إعادة تفعيل دخول المجموعات السياحية الدينية من العراق فقط مبدئياً، وذلك وفق ما أكده مدير الشركة “السورية للسياحة والنقل” فايز منصور.
وأوضح مدير شركة “السورية” -بحسب موقع “الليرة اليوم”-، أن “التعليمات التنفيذية لتطبيق القرار ستصدر خلال أيام”، مضيفاً أن أعداد أفراد المجموعات السياحية ستكون قليلة، وسيخضعون للحجر الصحي لحين ظهور نتائج فحوص “PCR” التي سيجرونها في سوريا.
وقال “معاون وزير السياحة لشؤون المشاريع والتخطيط والاستثمار السياحي” غياث الفراح، إن الموافقة على استئناف الرحلات السياحية الدينية إلى سوريا “جاءت بناء على طلب الجانب العراقي”، وعلى أن تكون الرحلات عبر مطار دمشق الدولي حصراً، “حيث سيتم اتخاذ إجراءات احترازية مشددة”.
وأوضح “الليرة اليوم” أن مكاتب السياحة وتنظيم رحلات السفر، نشرت العديد من العروض لتسهيل وصول العراقيين إلى سوريا لإجراء “السياحة الدينية” وزيارة “المقدسات”، حيث يتم التسجيل بكثافة بعد فترة من الانقطاع بسبب فيروس كورونا، فيما يُتوقع بدء تسيير الرحلات مطلع الأسبوع القادم بعد استكمال الأوراق والموافقات.
وقبل الثورة السورية كانت عدة مناطق في سوريا، ولا سيما في العاصمة دمشق، مقصداً للزوار الشيعة القادمين من إيران أو العراق ومناطق أخرى، لزيارة ما يطلقون عليها “العتبات المقدسة” مثل ما يسمى “مقام رأس الحسين” في الجامع الأموي، و”مقام السيدة زينب” و”مقام السيدة رقية”، وغيرها، غير أن التغلغل الإيراني الطائفي في سوريا وسَّع نطاق تلك “المقدسات” لتشمل مناطق ثانية مثل ما يُدعى “مزار عين علي” في ريف دير الزور الشرقي.
وكان نظام الأسد أعلن في آذار الماضي، إيقاف جميع الرحلات السياحية القادمة من المناطق الموبوءة بفيروس كورونا، ومنها إيران والعراق، ولاسيما المجموعات السياحية الدينية.