زراعة شجر الحور في جرابلس.. تراجع ملحوظ بسبب قلة الطلب
مدير الزراعة في جرابلس: "المساحة المزروعة بالحور كانت سابقاً تقدر بين 150 و200 هكتار أما اليوم فقد تدنت إلى 50 هكتارا"
تشهد زراعة شجر الحور في منطقة جرابلس تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك لعدة أسباب وعلى رأسها انخفاض سعرها في السوق الأمر الذي دفع الكثير من المزارعين إلى استبدال زراعته بزراعات أخرى.
عمر عبيد من قرية الجامل جنوبي جرابلس يقول لراديو الكل، إنه كان يبيع موسم الهكتار الواحد من شجر الحور (الهكتار 10 دونم) في السابق بما يقارب ألفي دولار أمريكي، أما اليوم أصبح يباع ما بين الـ 600 و700 دولار بسبب الصعوبات التي تواجه المزارعين.
فيما يبين محمد أصلان من ريف جرابلس لراديو الكل، أن زراعة شجر الحور تراجعت وذلك لعدة أسباب منها قلة استهلاكه في الأسواق وعدم وجود أراضي خصبة وخاصة أن شجر الحور يحتاج إلى تربة رملية عميقة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السماد والمحروقات من أجل الري وكذلك تأخر موسمه.
يحيى الخالد من المدينة يؤكد لراديو الكل، أن شجر الحور يُزرع ضمن السواقي وبين الشجرة والأخرى لا بد أن تترك مسافة 90 سنتيمترا ويجب سقايته بشكل مباشر، مشيراً إلى أن موسم الحور يحتاج إلى 6 أو7 سنوات حتى يستطيع المزارع بيعه.
من جهته يبين محمد أبو عمر وهو نجار موبيليا في جرابلس لراديو الكل، أن خشب الحور يستخدم في صناعة غرف النوم بشكل كامل بالإضافة إلى المصاعد الخشبية الزراعية (سلم)، موضحاً أنه لا يوجد إقبال عليه بسبب ارتفاع التكلفة ويتطلب جهدا وعملا طويلا بالإضافة إلى وجود بدائل أفضل وأسرع.
بدوره يوضح محمد شيخ أحمد مدير الزراعة في جرابلس لراديو الكل، أن نهري الفرات والساجور يعتبران أراضي خصبة ملائمة لزراعة الحور، منوهاً بأن المساحة المزروعة بالحور كانت سابقاً تقدر بين 150 و200 هكتار وبسبب تراجع زراعته تدنت مساحتها إلى 50 هكتارا وذلك بسبب منافسة الحور المستورد من تركيا وارتفاع تكاليف الزراعة.
وبات الكثير من المزارعين في جرابلس يقتصرون على زراعة كميات محدودة من محاصيلهم والاقتصار على المواسم السنوية وذلك بسبب الغلاء الكبير في إيجار الأراضي الزراعية وارتفاع تكاليفها وقلة دعم المنظمات لقطاع الزراعة بالإضافة إلى قلة الأمطار هذا العام.
وتعاني الزراعة في مناطق الشمال السوري المحرر بشكل عام تراجعاً كبيراً الأمر الذي زاد من احتياجات المنطقة، وتحول الكثير من المزارعين إلى أعمال أخرى أنسب لهم خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الكثير من الأهالي.