صفقة تبادل للأسرى تشمل شابا من الجولان وامرأة تبين لا حقا أنها ليست معتقلة في اسرائيل
محللون : النظام يهدف من وراء الصفقة المشبوهة إلى إثبات دوره الوظيفي بالنسبة لإسرائيل عشية الإنتخابات الرئاسية
تحدثت وسائل إعلام النظام عما أسمته بالعمل على تحرير مواطنيين سوريين من المعتقلات الإسرائيلية وأبرزت نبأ تحدث عن صفقة لتبادل الأسرى بين النظام واسرائيل في نشراتها الإخبارية وتقاريرها التلفزيونية .
وتضمنت ” صفقة تبادل الأسرى ” بين النظام وإسرائيل إطلاق سراح أسيرين سوريين من سجون الإحتلال هما نهال المقت وذياب قهموز مقابل الإفراج عن فتاة اسرائيلية قالت اسرائيل إنها اجتازت الحدود عن طريق الخطأ دون أن تذكر إسمها
وتبين بحسب حديث نهال المقت مع وسائل إعلام النظام أنها ليست في السجن بل تقيم في منزلها في مجدل شمس في الجولان المحتل ومحكوم عليها بتقديم خدمات للمجتمع أي العمل يوميا 8 ساعات لمدة ستة أشهر وقالت أنه طلب منها الإنتقال إلى دمشق مقابل إنهاء ملفها إلا أنها رفضت وفضلت الإعدام على أن تذهب إلى سوريا .
وفيما يتعلق بذياب قهموز فقد رفض أيضا الإنتقال إلى دمشق مقابل إطلاق سراحه وهو بحسب آخر الأنباء لا يزال موجودا في سجن النقب كما أفاد نادي الأسير الفلسطيني الذي أشار إلى أن “قهموز” اعتُقل في أيلول 2016، إلى جانب 5 آخرين من قرية الغجر في الجولان المحتل وحُكم 14 عاماً بتهمة الإنتماء إلى “حزب الله” ، وتشكيل خلية “هرّبت مواد متفجرة وأسلحة بهدف تنفيذ عمليات ضد إسرائيل”.
ويثير الحديث عن وجود معتقلة اسرائيلية لدى النظام دخلت سوريا عن طريق الخطأ شكوكا خاصة أن الإعلام الإسرائيلي لم يتحدث عن مثل هكذا حالة ، وقد اعتاد أن يفرد تغطة واسعة لحالات مشابهة كما تشير مراسلة قناة روسيا اليوم في القدس .
ورأى المحلل العسكري الإستراتيجي العقيد أحمد حمادة أن صفة الأسرى لا يمكن أن تنطبق على فتاة دخلت خطأ إلى سوريا ، وكذلك على المدنيين السوريين نهال المقت وذياب قهموز وإن موضوع الأسرى يجب أن تكون مسؤولة عنه الأمم المتحدة
وأشار إلى أن روسيا الآن تعمل على أن الإستفادة المتبادلة بين النظام واسرائيل بكل الوسائل ومن بينها صفقة الأسرى .
وقال حمادة لراديو الكل إن النظام لا يعبأ لمصير المعتقلين السوريين ولكنه في المقابل يقبل بكل ما تمليه عليه روسيا التي تحتل سوريا ولا سيما بخصوص اسرائيل لأن مايهمه هو البقاء في الحكم مشيرا إلى أن العلاقات بين النظام واسرائيل موجودة بالأساس وليست جديدة .
ويرى الناشط السياسي الدكتور غزوان عدي تعليقا على صفقة تبادل الأسرى أن النظام يريد اقناع المجتمع الدولي بأنه ما يزال يقوم بالوظيفة التي أوكلت إليه وهي حماية الحدود مع اسرائيل وتقديم خدمات إليها
وقال عدي لراديو الكل إن مسألة الممانعة هي أمر كاذب وذريعة لتبرير الفساد وإن القضية الآن هي السلام مقابل بقائه في الحكم بعد أن كانت الأرض مقابل السلام مشيرا إلى أن الهدف من الصفقة هو إظهار تمسكه بتقديم خدمات لإسرائيل من أجل استمرار بقائه في الحكم
وأضاف الدكتور عدي إن النظام يكذب وهو يعرف أنه يكذب ويعرف أن الآخرين يعرفون أنه يكذب لكنه يخترع قضية من أجل الاستمرار في الحكم
وبالتزامن مع حديث النظام عن صفقة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإذاعة الجيش الإسرائيلي : “نعمل على إنقاذ الأرواح وأستغل علاقاتي الشخصية مع الرئيس بوتين لحل المشكلة، ونحن الآن في خضم اتصالات حساسة”.
ومساء الثلاثاء الماضي ، دعا نتنياهو وزراء حكومته على نحو مفاجئ لاجتماع طارئ ، فرضت الرقابة الإسرائيلية حظر النشر على مضمونه ، لكنها سمحت بالتصريح أنه يتعلق بـ “مسألة إنسانية” يجرى حلها مع سوريا بوساطة روسية .
ومطلع عام 2020، أطلقت إسرائيل سراح الأسيرين السوريين في سجونها، صدقي المقت وأمل أبو صلاح ، كبادرة حسن نية مقابل رفات الجندي الإسرائيلي زيخاريا باومل ، الذي تسلمته بمساعدة روسيا
وأثارت الأنباء حول صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والنظام تساؤلات حول الثغرات والضبابية التي تشوبها والمتعلقة بالأسرى ، والتوقيت الذي يجري خلاله الحديث عن تعويم النظام بمشاركة روسيا قبيل الانتخابات الرئاسية ، وعن دور إسرائيل الخفي في هذا الإطار بتنسيق بينها وبين النظام من جانب روسيا
وأيضا أثارت تساؤلات لأنها تأتي في ظل استمرار رفض النظام مناقشة ملف مئات آلاف السوريين في معتقلاته أو إحداث انفراج فيه ، وآخره كان خلال جولة أستانة الـ 15 التي انتهت أمس والتي لم يجر الحديث فيها عن هذا الملف على الرغم من أنه من صلب اختصاص هذا المسار .
راديو الكل ـ تقرير