“تجمعات العزبة” شمالي دير الزور.. واقع صحي بائس في منطقة “النفط والغاز”
مستوصف وحيد يقدم خدمات "بالحدّ الأدنى" لأكثر من 30 ألف شخص في 7 تجمعات سكنية
رصدت مواقع إخبارية محلية في دير الزور، الواقع الصحي في منطقة “تجمُّعات العزبة” الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمالي المدينة، وكشفت افتقار المنطقة “الغنية بحقول النفط والغاز” إلى أدنى مقومات الرعاية الصحية.
وقال موقع “عين الفرات” الإخباري المختص بشؤون الشرق السوري، إن منطقة “تجمُّعات العزبة” الواقعة شمال غربي مدينة دير الزور، تفتقر لأدنى خدمات الرعاية الصحية، “فلا يوجد فيها غير مستوصف وحيد أنشئ حديثاً يقدم خدمات صحية خجولة، نظراً لكثرة المراجعين وقلة الدعم المقدم له”، بحسب تقرير نشر على الموقع أمس الإثنين.
وأوضح “عين الفرات” أن أعداد المراجعين للمستوصف خلال الشهر، تتعدى 3000 شخص، غالبيتهم من الأطفال، بحثاً عن الرعاية الصحية المفقودة في ظل انتشار الأمراض -وخاصة الجلدية منها- والأمراض المزمنة.
وأضاف الموقع، الذي نشر في التقرير صوراً للمركز، أن عدداً كبيراً من الأطفال لم يتلقوا اللقاحات، بسبب الآلية المتبعة في تلقيح أطفال “العزبة”، “لأن اللقاحات تدخل من مناطق سيطرة النظام، وتشرف عليه فرقه الطبية”، مشيراً إلى تسجيل حالة شلل أطفال في المنطقة، “ما ينذر بكارثة صحية في المنطقة، في ظل عجز جميع الأطراف على تقديم الخدمات الصحية”.
وأشار “عين الفرات” إلى تسجيل وفيات عدة لدى النساء وخاصة في مجال الولادة، بسبب بعد أقرب مشفى توليد في المنطقة عن التجمعات السكنية، موضحاً أن “العزبة” تحتاج لدعم النقاط الطبية الموجودة (المستوصفات)، وتأمين كافة الاحتياجات الطبية للقيام بدورها في تقديم الخدمات للأهالي.
و”العزبة” هي عبارة عن منطقة صحراوية تقع شمال غربي مدينة دير الزور، تضمّ تجمعات سكانية نزح إليها سكان سبع قرى قريبة، كان قد سيطر عليها نظام الأسد والمليشيات الإيرانية في العام 2017، وهي “الحسينية والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام والطابية”.
ولجأ النازحون إلى المنطقة خوفاً من بطش قوات النظام، إلى السكن في سبعة تجمعات طينية، يصل عدد سكانها إلى أكثر من ثلاثين ألف نسمة.
وتعد منطقة “العزبة” من أكثر المواقع في دير الزور غنى بموارد الطاقة، حيث تحوي العشرات من آبار النفط، إضافة إلى أنها تضم حقل الغاز الشهير “كونيكو” الذي تتخذ منه قوات التحالف الدولي قاعدة عسكرية لها في المنطقة.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على منطقة “العزبة” في أيلول 2017 بعد طرد تنظيم داعش منها، خلال عملية “عاصفة الجزيرة”، بالتزامن مع سيطرة نظام الأسد على عدة قرى مجاورة في المنطقة نفسها.
دير الزور – راديو الكل – “عين الفرات”