عودة التوتر في القامشلي بين قوات النظام والوحدات الكردية
قوات النظام تستهدف حاجزاً للوحدات الكردية في القامشلي والأخيرة تستولي على مطاحن المحافظة
استهدف عناصر من قوات النظام حاجزاً للوحدات الكردية في مدينة القامشلي شمال شرقي الحسكة، وسط تصاعد حالة من التوتر بين الجانبين إثر استيلاء الأخيرة على مطاحن الحبوب التابعة للنظام في المحافظة.
وقال مراسل راديو الكل شرق نهر الفرات، أمس الأحد، إن حي طي بالقامشلي شهد حالة توتر بعد عملية الاستهداف ما دفع الوحدات الكردية إلى إغلاق المداخل بين مناطقها ومناطق النظام من جهة الحي.
وأضاف مراسلنا، أن سبب الهجوم، الذي لم يسفر عن سقوط قتلى أو إصابات، لا يزال مجهولاً.
وجاء الهجوم ليزيد من حدة التوتر في المنطقة ولاسيما بعد أن داهمت الوحدات الكردية خلال اليومين الماضيين عدة مطاحن دقيق تتبع لقوات النظام في محافظة الحسكة.
وبحسب مراسلنا، سيطرت الوحدات الكردية على مطحنتي مانوك والجزيرة في مدينة القامشلي ومطحنة الحسكة بما تحتويه من مستودعات وآليات نقل وغيرها، وذلك بعد أن أوقفت تلك المطاحن عن العمل مؤخراً عقب حصارها مربعات النظام الأمنية في الحسكة والقامشلي.
وأوضح مراسلنا، أن الوحدات الكردية وضعت العمال والموظفين، المقدر عددهم بثمانين، أمام خيارين إما العمل في المطاحن تحت إمرتها أو الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
كما تم نقل كافة الملفات والأرشيف والسجلات في المطاحن الثلاث إلى عهدة مديرية المطاحن في ما تسمى “الإدارة الذاتية” لتباشر العمل بشكل فعلي خلال الاسبوع الحالي.
بدورها، أقرت وكالة سانا التابعة للنظام باستيلاء الوحدات الكردية بالقوة على المطاحن في مدينتي الحسكة والقامشلي.
ونقلت الوكالة عن، سطم الهويدي، عضو المكتب التنفيذي لقطاعي التجارة والاقتصاد في الحسكة، أن الوحدات الكردية “استولت كذلك على مرآب فرع السورية للحبوب بالقامشلي وسرقت السيارات وقطع الغيار والصيانة في المستودعات التابعة للمؤسسة وأجبرت السائقين على العمل تحت إمرتها بالقوة بعد تهديدهم بالاعتقال والخطف”.
وفي 11 من شباط الحالي، أفادت وكالة الأناضول بتوصل روسيا والوحدات الكردية، إلى اتفاق يُحظَر بموجبه تحرك قوات النظام في كل من الحسكة والقامشلي، إلا بإذن ومرافقة من عناصر الوحدات الكردية.
كما أفادت وسائل إعلام روسية في 2 من شباط الحالي، بتوصل النظام والوحدات الكردية بوساطة روسية لاتفاق مبدئي يقضي بفك الحصار الذي تضربه الوحدات الكردية حول مربعات قوات النظام في مدينتي القامشلي والحسكة، مقابل فك الأخيرة الحصار عن مخيمات الشهباء والشيخ مقصود في حلب والخاضعتين لسيطرة الوحدات الكردية.
غير أن الوحدات الكردية أعادت حصار المربع الأمني لقوات النظام في القامشلي وذلك بعد ساعات من بدء رفعه عقب مفاوضات بوساطة روسية.
وشهدت مدينتا الحسكة والقامشلي مؤخراً حالة توتر متصاعد بين قوات النظام والوحدات الكردية إثر قيام الجانبين بشن عمليات اعتقال متبادلة فيما تدخلت روسيا للوساطة بين الطرفين.
وأحكمت الوحدات الكردية منذ قرابة شهر حصارها على المربعين الأمنيين للنظام في الحسكة والقامشلي وقطعت عنهما الوقود وإمدادات الدقيق بعد أن كانت تكتفي بمحاصرة قوات النظام فقط.
وفي 31 من كانون الثاني الماضي، قتل عنصر من شرطة النظام وأصيب آخر برفقة مدنيَّين جراء إطلاق الوحدات الكردية النار على مسيرة دعا إليها النظام داخل مدينة الحسكة من أجل التنديد بالحصار الذي تفرضه الوحدات الكردية على المربع الأمني وسط المدينة.
كما قتل عنصر من قوات النظام وأصيب آخرون في 23 من الشهر الماضي، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين في أحياء حلكو والبشيرية والأربوية بمدينة القامشلي.
ووفقاً لوكالة الأناضول، ساد التوتر بين الجانبين بعد ضغوط مارسها كل من النظام والقوات الروسية على الوحدات الكردية لتسليم بلدة عين عيسى شمالي الرقة لقوات النظام.
وتسيطر الوحدات الكردية، المدعومة من التحالف الدولي، على معظم مدينتي القامشلي والحسكة، فيما تقتصر سيطرة النظام على مربعات أمنية وبعض الأحياء والنقاط العسكرية إضافة إلى مطار القامشلي.