الصحة العالمية تحمل حكومة النظام مسؤولية تأخر وصول لقاح كورونا
نظام الأسد غير قادر على تخزين لقاحات "فايز" و"مودرنا" المتوفرة لدى منصة "كوفاكس"
كشفت منظمة الصحة العالمية أن نظام الأسد طلب الحصول على لقاحات فيروس كورونا يمكن تخزينها في درجات حرارة تتراوح بين +2 إلى +8 درجة مئوية، ما يعني أن توفر اللقاحات في سوريا سيتطلب وقتاً أطول نظراً لأن اللقاحات المعتمدة من قبل المنظمة لحالات الطوارئ تتطلب حالياً سلسلة تبريد بدرجات حرارة أدنى من -20 درجة مئوية.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق، اكجمال ماجتيموفا، اليوم الأحد، إن سوريا هي واحدة من 92 دولة مؤهلة لالتزام السوق المتقدم للقاحات كورونا في إطار منصة “كوفاكس” بالشراكة بين منظمة الصحة العالمية وتحالفات أخرى، وفق ما نقلت صحيفة الوطن الموالية.
وأضافت ماجتيموفا، أن حكومة النظام تقدمت بطلب لـ”كوفاكس” للحصول على اللقاح، مع إعطاء الأولوية للسكان المستهدفين بنسبة تصل إلى 20 بالمئة، وهم العاملون الصحيون الذين يتعاطون مع المرضى مباشرة، إضافة إلى من تجاوز سن 55، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة.
وأوضحت أن الأمر لايزال غير ممكن حالياً نظراً لأن “كوفاكس” تقدم فقط اللقاحات التي تم التصريح بها مسبقاً من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة استخدام الطوارئ، أي لقاحا “فايزر” و”مودرنا” وكلاهما يتطلب سلسلة تبريد غير مجدية في سوريا (-70 درجة مئوية و-20 درجة مئوية على التوالي).
وأضافت: “الحقيقة التحالف العالمي للقاحات والتحصين أقر بتسليم اللقاح لسوريا وعبر عن نيته توفير تغطية مبدئية تصل إلى 3 بالمئة من السكان المستهدفين، على أن تزداد المخصصات مع توافر التبرعات وإمدادات اللقاحات في السوق العالمية”.
واستدركت بالقول: “لكن حتى الآن ونظراً لسلسلة التبريد الحالية المتوافرة في سوريا وقدرات النظام الصحي فقد قررت السلطات الوطنية السورية اختيار اللقاحات التي يمكن تخزينها في درجات حرارة تتراوح بين +2 إلى +8 درجة مئوية”.
وأشارت إلى أن لقاح “استرازينكا” يلبي تلك الشروط وقد أرسلت “كوفاكس” نية لتخصيص اللقاح بداية لسوريا، غير أن تلك العملية تتطلب أولاً من منظمة الصحة العالمية إدراج هذا اللقاح للاستخدام في حالات الطوارئ كما هو حال للقاحي “فايزر” و”مودرنا”.
وعن موعد توافر اللقاح قالت ماجتيموفا، إنها تأمل في أن يتم إعطاء الدفعة الأولى من اللقاحات خلال النصف الأول من العام الحالي بحيث تغطي 3 بالمئة من السكان، وهم بشكل أساسي الطواقم الطبية والعاملين في الخطوط الأمامية الذين من المحتمل أن يكونوا معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالفيروس.
وفي 3 من شباط الحالي، قالت ماجتيموفا، إن برنامج “كوفاكس” يخطط لتحصين 5 ملايين سوري – 20 ٪ من السكان في جميع أنحاء البلاد – على الرغم من دخول الصراع عامه الحادي عشر، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وأعربت حينها عن أملها في أن تبدأ عمليات التلقيح في نيسان لكنها أشارت إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول اعتماداً على العديد من العوامل الأخرى.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” طالبت في 2 من شباط الحالي المنظمات التي تعتزم تقديم لقاحات فيروس كورونا لسوريا، بضمان وصول اللقاحات إلى الفئات الأضعف في كافة أنحاء البلاد، محذرة من أن حكومة النظام لم تخجل أبداً من حجب الرعاية الصحية كسلاح حرب.