بريطانيا تسلم لبنان 100 عربة مدرعة لحماية حدوده مع سوريا
أحد أهداف الهبة البريطانية هو وقف عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود السورية
أعلنت بريطانيا وصول 100 عربة مدرعة قدمتها إلى لبنان لمساعدته في الدفاع عن حدوده مع سوريا ولمنع عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر حدوده، في ظل سيطرة مليشيا حزب الله على تلك الحدود.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في سلسلة تغريدات على تويتر أمس الجمعة، إن 100 عربة مدرعة من طراز لاندروفر وصلت إلى لبنان برفقة قوات من “لواء المظليين السادس عشر” من أجل تدريب القوات اللبنانية على استخدام تلك العربات.
وأضافت أن التبرع يهدف إلى تمكين القوات اللبنانية من الدفاع عن حدودها مع سوريا وسيؤدي إلى منع دخول الإرهابيين إلى أوروبا ووقف عمليات تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود، إضافة إلى توطيد العلاقة بين المملكة المتحدة ولبنان.
ونقل موقع الحكومة البريطانية، عن وزير القوات المسلحة، جيمس هيبي، أن “هذا المشروع الحدودي الرائع يسطر فصلاً جديداً في سفر العلاقة طويلة الأمد بين القوات المسلحة البريطانية ونظرائنا اللبنانيين” .
وأضاف أن “التبرع بهذه المركبات يدل على التزام المملكة المتحدة بالأمن والاستقرار في المنطقة، و أن استقرار الحدود بين لبنان وسوريا يخدم بقوة المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة”.
وأوضح الموقع في بيان أنه تم سحب العربات المقدمة من الخدمة في الجيش البريطاني هذا العام، وبناءً على طلب من الرئيس اللبناني ميشال عون للمساعدة في تعزيز أمن الحدود، غادرت المركبات المملكة المتحدة في 18 كانون الثاني بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليون جنيه إسترليني.
وسيوفر صندوق “أمن واستقرار المعارك” أيضا 300 ألف جنيه إسترليني لقطع غيار المركبات.
كما تم نشر فريق متخصص صغير من “لواء المظليين السادس عشر” لتدريب اللبنانيين على استخدام المركبات وسيستمر بمهامه التدريبية خلال فترة الربيع لضمان حصول الجيش اللبناني على أعلى إضافة تكتيكية وتشغيلية من تلك العربات.
ونقل بيان الموقع عن وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفرلي، قوله إن الحفاظ على أمن الحدود البرية اللبنانية يعد أمرًا أساسيًا في قتالنا المشترك ضد داعش في الشرق الأوسط. في رحلتي الأخيرة إلى لبنان”.
وأضاف: “ستساعد مركبات الدوريات هذه، التي تبرعت بها المملكة المتحدة، على تعزيز الحدود مع سوريا ضد مهربي الأسلحة والجماعات الإرهابية، وفي النهاية حماية الأمن القومي لبلدينا”.
وأشار البيان إلى أن الحكومة البريطانية سبق أن أقامت 79 برجاً حدودياً ووفرت 350 مركبة، وقامت بتدريب أكثر من 23 ألفاً من أفراد القوات المسلحة اللبنانية.
كما قدمت في أعقاب انفجار بيروت المدمر في آب الماضي 27 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية وأرسلت سفينة “HMS Enterprise” للمساعدة في الميناء.
وفي 18 من كانون الثاني الماضي، أفادت السفارة البريطانية في لبنان، بتوجه سفينة من الساحل الجنوبي للمملكة المتحدة إلى لبنان مع مئة مركبة مدرعة لتعزيز دور أفواج الحدود البرية والمساهمة بالاستقرار على الحدود اللبنانية.
وسجلت الحدود اللبنانية السورية، التي تهيمن عليها مليشيا حزب الله، خلال الفترة الماضية مجموعة مواجهات بين الجيش اللبناني ومهربين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الجيش المكلفين بحماية الحدود.
وفي 7 من تشرين الثاني الماضي، أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد عناصره في اشتباك مع مجموعة مهربين بمنطقة “عرسال” الحدودية مع سوريا.
كما أصيب 4 عسكريين لبنانيين بجروح، في 29 من آب الماضي، بعد أن أقدم مهرب على إلقاء قنبلة نحوهم شرقي البلاد عند الحدود السورية.
وتسيطر قوات النظام ومليشيات تابعة لحزب الله على الجانب السوري من الحدود بين البلدين.
وتتهم مليشيا حزب الله باستخدام الحدود السورية اللبنانية بتهريب شحنات أسلحة إيرانية إلى لبنان عبر سوريا.
وتنشط في المنطقة عمليات التهريب ولاسيما بين عناصر مليشيا حزب الله والعناصر الأمنية لقوات النظام التي تتمتع وحدها بإمكانية التحرك عبر عشرات الحواجز المنتشرة المنطقة.
وعلى مدى السنوات السابقة، أفادت تقارير سورية ولبنانية عدة بتحول المناطق الحدودية بين البلدين إلى ممر لتهريب المخدرات والحشيش والأسلحة.
وكان صندوق النقد الدولي اشترط على الحكومة اللبنانية في حزيران الماضي إغلاق معابر التهريب غير الرسمية لتقديم المساعدة إلى لبنان في أزمته الاقتصادية.
ويبلغ عدد المعابر الرسمية بين سوريا ولبنان خمسة معابر، غير أن المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، أحصى العام الماضي 124 معبرا غير رسمي تمر خلالها عمليات تهريب واسعة بين البلدين.