التعليم في درعا.. قلة في الكوادر وضعف بالخدمات
مئات المدارس مدمرة جزئيا من قبل نظام الأسد قبل سيطرته على المحافظة ولاتزال لليوم دون ترميم
يشهد الواقع التعليمي في درعا تدهوراً كبيراً في هذه الأيام لاسيما من خلال إهمال نظام الأسد لهذا القطاع ونقص الكثير من الكوادر التدريسية علاوة على دمار مئات المدارس التي قصفها النظام قبل سيطرته على المحافظة والتي لاتزال دون ترميم.
وقالت شبكة أخبار درعا 24 نقلاً عن مصدر محلي، إن معظم مدارس المحافظة تعاني من نقص حادّ في الكادر التعليمي، وخاصة في اختصاص الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء واللغتين الإنكليزية والفرنسية بالإضافة لنقص معلمي الصف في الحلقة الأولى.
وأوضحت الشبكة، أن سبب نقص الكوادر التدريسية يعود إلى هجرة بعض المدرسين إلى خارج البلاد، هرباً من الحرب أو من الالتحاق بالخدمة العسكرية، وكذلك لجوئهم إلى عمل آخر غير التدريس، نظراً لقلّة أجور التدريس.
وأكدت أن المعلم يتقاضى في درعا راتبا شهريا لا يتجاوز الـ 60 ألف ليرة سورية وهذا لا يكفي لسد بعض حاجاته فيضطر الكثير منهم إلى ممارسة عمل إضافي لتأمين كافة متطلبات أسرته أو العمل ضمن القطاع الخاص براتب جيد.
وبحسب شبكة درعا 24 فإن بعض المدرسين يلجؤون إلى إعطاء الدروس الخصوصية حيث تبلغ الساعة بـ 300 ليرة سورية أو العمل كوكيل لفترة معينة بأجرة يومية لا تكفي سعر ربطة خبر السياحي بحكم أن الخبز العادي قليل الوجود.
ونوهت بأن المشكلة الأعظم في هذه الأيام هي عزوف المدرسين أصلاً عن التقدم لمسابقات التدريس، بسبب الشروط التي تضعها تربية نظام الأسد، والتي يعاني منها الكثير من الشباب، وهو أن يكون المدرس مؤدّياً للخدمة العسكرية، أو لديه إعفاء منها، مبينة أن المتخلف عن الخدمة أو المؤجل دراسياً يحرم من التقدّم للمسابقة.
ومع هذا النقص والصعوبة في المنهاج يضطر الكثير من الأهالي إعطاء أبنائهم دروسا خصوصية بأسعار عالية تتراوح ما بين الـ 4 آلاف و7 آلاف ليرة سورية للجلسة الواحدة خصوصا في مرحلة الشهادة الثانوية المصيرية.
ويعمل نظام الأسد على إهمال قطاع التعليم في درعا حيث إن معظم المدارس تعاني من عدم وجود مرافق عامة، كما أن بعضها لا يتوفر فيها مدرسون، بسبب رفض النظام إعادة أعداد كبيرة من المدرسين إلى عملهم.
وحتى هذه اللحظة يغلق النظام جامعة دمشق فرع درعا الواقعة في مدينة المزيريب، وتم نقلها إلى مركز مدينة درعا، كما يغلق كل من الثانوية الزراعية والبيطرية والمعاهد التي كانت مقرها في المزيريب أيضاً.
وتشهد عموم محافظة درعا واقعا خدميا سيئا لاسيما في مجال التعليم والصحة ودمار في البنى التحتية، بعد أن سيطرت قوات النظام والروس عليها عقب إبرام اتفاقية “تسوية” مع الفصائل الجيش الحر في تموز عام 2018.