بعد تعرضها لسلسلة هجمات.. مليشيات إيران تطلق عملية عسكرية شرقي دير الزور
في الأسبوع الأخير فقط تكبّدت مليشيات إيران خسائر بشرية فادحة جنوبي بادية الميادين
قالت مصادر محلّية في دير الزور، إن المليشيات الإيرانية أطلقت، أمس الخميس، عملية عسكرية في بادية الميادين شرقي المحافظة، بهدف تمشيطها بعد تصاعد وتيرة الهجمات على مواقعها في المنطقة، من قبل مسلحين مجهولين يُرجّح أنهم من خلايا تنظيم داعش.
ونقل موقع “عين الفرات” المختص بشؤون المنطقة الشرقية عن “مصدر خاص”، أن قوة عسكرية مشتركة مكوّنة من عشرات الآليات والعناصر من مليشيا “فاطميون” (الأفغانية) و”زينبيون” (الباكستانية) و”أبوالفضل العباس” (العراقية) التابعة لمليشيات الحرس الثوري الايراني، انطلقت من مدينة الميادين (نحو 40 كم شرقي مدينة دير الزور)، باتجاه البادية، لتمشيط المنطقة الممتدة من بادية الميادين وحتى بادية “فيضة ابن موينع”.
وأضاف المصدر، بحسب “عين الفرات”، أن المليشيات مهدت للعملية العسكرية بقصف مدفعي من منطقة المزارع بالقرب من الميادين نحو مواقع في البادية.
وتأتي العملية العسكرية الجديدة بعد تصاعد وتيرة الهجمات ضد مواقع المليشيات الإيرانية ومليشيات النظام في المنطقة المذكورة، حيث شنّ مسلحون مجهولون ليلة أمس الأول الأربعاء، هجوماً على مواقع لمليشيا “الدفاع الوطني” المدعومة روسيّاً و”فاطميون” التابعة للحرس الثوري في بادية الميادين، ما أدى إلى مقتل عنصرين من “الدفاع الوطني” وإصابة خمسة آخرين نقلوا إلى “مشفى دير الزور العسكري”، إلى جانب سقوط عدد من القتلى والجرحى من عناصر “فاطميون”.
والإثنين الماضي، سقط قتلى وجرحى بينهم ضابط برتبة “ملازم” في صفوف عناصر رتل مشترك من الفرقة 17 بقوات النظام، ومليشيا “لواء القدس” المدعومة روسياً، في هجوم من قبل مجموعات مجهولة أثناء قيامهم بـ”عملية تمشيط” في منطقة “فيضة ابن موينع” ببادية الميادين الجنوبية.
وخلال الأسابيع الأخيرة نفّذ مسلحون مجهولون يرجّح أنهم خلايا تابعة لتنظيم داعش، سلسلة هجمات ضد قوات الأسد والمليشيات الإيرانية والروسية الموالية، في كل من ريف دير الزور الشرقي والبادية السورية الممتدة على طريق “دير الزور-حمص”، وريفي حماة وحمص الشرقيين، في ظل حملات عسكرية منفصلة أطلقها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون في مناطق الهجمات.
ومنذ طرد تنظيم داعش من دير الزور عام 2017 تتقاسم كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران السيطرة على المحافظة عبر قوات محلية أو أجنبية، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ضفة الفرات الشرقية في المحافظة أو ما يعرف بمنطقة “الجزيرة” التي تحوي غالبية حقول النفط والغاز، بينما تسيطر قوات النظام ومليشيات تابعة لروسيا وإيران على الضفة الغربية للمحافظة أو ما يعرف بمنطقة “الشامية” التي تقع ضمنها مدينة “دير الزور” مركز المحافظة.
وعلى الرَّغم من عدم وجود مناطق سيطرة لتنظيم داعش في المحافظة، إلا أن خلايا تابعة له تواصل منذ 2017 شن هجمات مسلحة وتفجيرات متكررة على الحواجز والدوريات العسكرية والطرق الواصلة بين مدن وقرى المحافظة.