الجرب والقمل.. الأعراض وسبل الوقاية والعلاج
يُعد الجرب من الحالات الجلدية الأكثر شيوعاً، حيث يمثل نسبة كبيرة من الأمراض الجلدية في البلدان النامية، وعلى الصعيد العالمي، يتضرر من الجرب ما يُقدر بأكثر من 200 مليون شخص في أي فترة زمنية، على الرغم من ضرورة بذل المزيد من الجهود لتقييم هذا العبء، ويعاني ما يصل إلى 10% من الأطفال في المناطق شحيحة الموارد من الجرب، ويتراوح معدل الانتشار المقدر في المؤلفات الحديثة المتعلقة بالجرب بين 0,2% و71%. بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي حديث خاص لراديو الكل عن الجرب مع الدكتور الصيدلاني جمال معروف دكتور دولة في الصيدلة من فرنسا متخصص في علم الطفيلات الجلدية، يقول “الجرب مرض جلدي معدي يصيب جميع الفئات العمرية كما أنه ليس مؤشراً على سوء النظافة”.
وبحسب د. معروف فإن المسبب للجرب هو طفيل العس، وهو حشرة صغيرة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولا يعيش أكثر من يومين خارج جسم الإنسان، كما لا يمكن أن تؤخذ العدوى من الحيوانات، حيث إن هذا النوع الذي يصيب الإنسان لا تصاب به الحيوانات.
وينتقل الجرب بسهولة عن طريق الاتصال المباشر بجلد المصاب أو بشكل غير مباشر عن طريق مشاركة الملابس والمناشف والفراش وغيرها.
القمل والفرق بينه وبين الجرب
يعيش القمل وهو حشرة صغيرة بين الشعر البشري ويتغذى على دم الإنسان، وهو شائع جداً وخاصة بين الأطفال، ويسبب حكة شديدة جداً بسبب لدغة الحشرة لفروة الرأس حسب ما أوضح د. معروف الذي يبين أن الفرق بين القمل والجرب هو أن القملة تعيش خارج جلد الإنسان وعند عضها لجلده تمتص الدماء ما يسبب الحكة، أما الجرب فيعيش تحت الجلد.
ورغم الإزعاج الذي يسببه القمل إلا أنه ليس خطيراً ولا يساهم في نقل الأمراض ولا ينتقل عن طريق الحيوانات الأليفة، ويتكاثر عن طريق وضع بيوضه على شعر الإنسان وهذا ما يسمى الصئبان وعندما تفقس هذه الصئبان تتحول إلى قمل.
أنواع القمل
توجد عدة أنواع من القمل هي قمل الرأس وقمل الجسد وقمل العانة ويعتبر قمل الرأس الأكثر شيوعاً، ثم قمل الجسد الذي يعيش في الملابس والأغطية ويصيب الأشخاص الذين لا يهتمون بنظافتهم على الإطلاق.
أعراض الجرب والقمل
ويوضح د. معروف أعراض الجرب بأنها عبارة عن حكة شديدة جداً تحدث خاصة بالليل، حيث تحفر أنثى الطفيل تحت الجلد وتضع بيوضها، وعند التشخيص يلاحظ وجود نقط صغيرة حمراء أو خطوط صغيرة حمراء، هو مسار أنثى الطفيل تحت الجلد وتكون الإصابة في المناطق الرقيقة من الجلد، مثل السرة والمرفقين وحول الثديين والأعضاء التناسلية، وتكون الإصابة عند الأطفال والرضع بفروة الرأس والوجه وراحة اليدين وباطن القدمين.
وتتراوح فترة الحضانة بين 4 إلى 6 أسابيع ويمكن للشخص المصاب أن ينشر المرضَ وإن لم تظهر عليه الأعراض.
وتعتبر الحكة هي المميز الأساسي للقمل وذلك لأنّ القملة تحفر جلدة الرأس لتمتص الدماء منه وهكذا تكون الحكة شديدة جداً.
الوقاية للحد من انتشار الجرب والقمل
تكون الوقاية من الجرب بغسل ملابس المصاب وكل شيء يمكن غسله داخل المنزل، أما الأشياء التي يصعب غسلها كالفراش وغيرها فيقول د. معروف حول هذه الأشياء “يتم تعقيمها بمبيد حشري DDT بتركيب 6 بالمئة بشكل بودرة ويتم تعقيم الأشياء بها أو سائل ضمن بخاخ كمبيد حشري”.
أما الوقاية من القمل فتكون بعدم التفاعل بين الأطفال وعدم استخدام الأدوات المحملة بالقمل كالملابس وأمشاط الشعر والألعاب وغيرها.
العلاج
بالإضافة للنظافة الشخصية كما يذكر د. معروف فالعلاج يكون بالتعقيم بمادة DDT بتركيب 6 بالمئة أو رش المخيمات بالمبيدات، وينوه إلى أن هذا العمل هو منظماتي راجياً عدم إهماله.
وبالنسبة لعلاج الشخص المصاب فيكون بدهن المريض لمرة واحدة بمادة بيرمثرين، ولكن ينبغي أن يكون بإقناع المريض بأنه يجب معالجة كافة القاطنين معه بمكان واحد، المصابين وغير المصابين، لأن الأغلبية يرفضون العلاج الجماعي وهنا تكمن كارثة ويستحيل الشفاء.
ويقول د. معروف حول طريقة العلاج “تكون طريقة العلاج بمادة بيرمثرين وذلك بدهن الجسم من الرقبة حتى القدمين بعد الاستحمام ثم يدهن بنفس الطريقة لثلاثة أيام بدون استحمام ويكون الشفاء كاملاً ويمكن أن تبقى الحكة مدة أسبوعين بسبب الخدوش التي يسببها الجرب، نعطي المصاب مضاد تحسس خلال فترة العلاج كي لا يحك المصاب ويخدش نفسه”.
ويوصي د. معروف المنظمات الإنسانية في الشمال السوري المحرر لتوفير مادة العلاج للمرضى وخاصة أن العلاج يجب أن يكون جماعياً لكل أفراد العائلة وهذا مكلف جداً بالنسبة للفقراء والقاطنين في المخيمات.