استبيان لـ”منسقو الاستجابة” يعكس صورة قاتمة حول البطالة في الشمال السوري المحرّر
فريق "منسقو الاستجابة" قال إن نتائج الاستبيان "لم تكن مفاجئة" في منطقة فقيرة تواجه أزمات دائمة وتهديدات مستمرة
نشر فريق “منسقو الاستجابة”، نتائج استبيان أجراه في وقت سابق، حول فرص العمل والبطالة في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، وأوضح أن تلك النتائج “لم تكن مفاجئة”.
وقال “منسقو الاستجابة” أمس الإثنين، إن الاستبيان شارك فيه 3874، معظمهم من الرجال (83%)، وأكثر من نصفهم (54%) من مخيمات النازحين، ثم إدلب (11%) ثم حارم (8%)، ومناطق أخرى متفرقة، بنسبة 27%، للفئة العمرية 25-29 سنة.
وقال الفريق في بيان، إن 21 % فقط من المشاركين فيه قالوا إنهم يعملون، بينما أجاب معظم المشاركين (89%) بأنهم “عاطلون عن العمل”.
وأشار البيان إلى أن فرص العمل في المناطق المحررة “لا تأتي مبكرة، فالأصغر سناً، ممن دون الخمسة والعشرين سنة، هم الأكثر بطالة (85%)، بالمقارنة مع أولئك الذين تفوق أعمارهم 35 سنة (50%)، أما من حيث النوع “فإن نسبة العاملين من الرجال (35%)، أكثر قليلاً من النساء (17%) ولا يمكن الجزم بطبيعة الحال أن هذه النسبة تعكس الوضع العام في المنطقة”. بحسب البيان.
وعكس الاستبيان وضعاً قاتماً فيما يتعلق بتوفُّر فرص العمل في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، حيث قال 86 % من المشاركين إن فرص العمل عموماً تبدو “منخفضة”، فيما كان 64 % منهم أكثر تشاؤماً وقالوا إنها “منعدمة” وإنه “ليس لديهم أصلاً فرصة عمل”.
وبحسب الاستبيان فإن العمل الحر، والعمل لدى المنظمات الإنسانية “هما الأكثر تفضيلاً للعمل، بنسبة 29% و 33% على التوالي”، بينما قال 19% إنهم لا يفرّقون بين أيٍّ من القطاعات، ويبدو “الأصغر سناً ممن هم دون الخامسة والعشرين، هم الأكثر ميلاً لخيار العمل الحر (34%)، أما الذين تجاوزوا الخامسة والعشرين فإنهم الأكثر تفضيلاً للعمل ضمن المنظمات (31%)”.
وحول الطريقة التي يحصل فيها الباحثون عن عمل على وظيفة، أشارت نتائج الاستبيان أن “للواسطة” دور كبير في فرص التوظيف “سلباً أو إيجاباً”، فقد أكد 95 % من المشاركين في الاستبيان أن الواسطة كانت سبباً في فقدانهم وظيفة يستحقونها، “وهذا التأثير كان سلبياً بشكل أكبر لدى الشباب من ذوي الفئة العمرية 25-29 سنة (41%)، كما أنه على الرجال (33%) أكثر من النساء (25%)”.
ووضع فريق “منسقو الاستجابة” أمام المشاركين في الاستبيان، ثلاث فرضيات تتعلق بفرص الحصول على عمل من عدمها.
الفرضية الأولى قالت إن “مخرجات التعليم لا تناسب سوق العمل”، وحظيت بتأييد 66 % من المشاركين، أما الفرضية الثانية فاعتبرت أن “الازدواج الوظيفي سبب مهم من أسباب البطالة”، وهذا ما وافق عليه 89%، بينما ترى الثالثة أن “الحصول على شهادة جامعية يمنح المزيد من الفرص للعثور على وظيفة”، وأجاب 73% بالموافقة عليها.
وقال “منسقو الاستجابة” إن 28% من المشاركين رفضوا تحميل الجهات المسيطرة على الأرض مسؤولية البطالة، والقول إنها “غير جادّة” في الحدّ منها، وهذا ما عدّه الفريق من “مفاجآت” نتائج الاستبيان.
أما “غير المفاجئ” في النتائج فقال فريق “منسقو الاستجابة” إنه يتعلق بالنسبة الكبيرة للعاطلين عن العمل في شمال غربي سوريا، معللين ذلك بأن الشمال السوري المحرر يعد “من أفقر المناطق”، ويواجه “أزمات دائمة وتهديدات مستمرة”.
وبحسب إحصاءات غير رسمية، يعيش في المناطق المحررة شمال غربي سوريا أكثر من 4 ملايين شخص بين أهالي المناطق أو النازحين إليها من مناطق سوريّة أخرى، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، حيث يعيش نحو مليون منهم في مخيماتٍ تفتقر إلى أدنى مقومات المعيشة، ويعتمد الغالبية على موارد أرزاق غير دائمة أو على جهود المنظمات الإغاثية والإنسانية.