نظام الأسد يجري “تسويات” لمطلوبي السويداء مقابل شروط وتعهدات
على رأس الشروط التي وضعتها فروع نظام الأسد الأمنية التعهّد بـ"عدم التظاهر" ضد النظام
قالت مصادر محلية في السويداء، إن “لجنة مشتركة” من الفروع الأمنية في المدينة، بدأت إجراء “عمليات تسوية” لأوضاع المطلوبين من أبناء المحافظة، مقابل عدة شروط على رأسها “عدم التظاهر”.
وأفاد موقع “السويداء24” المعني بشؤون المحافظة، أمس الأحد، نقلاً عن “مصدر مطلع”، أن لجنة مشتركة من فروع تابعة لنظام الأسد (الجوية – السياسية – الأمن العسكري – أمن الدولة)، بدأت الأحد بإجراء “تسويات” تشمل المتخلفين أو الفارين عن التجنيد الإجباري والاحتياط، إضافة إلى شريحة محددة من المطلوبين بقضايا أمنية.
وأوضح المصدر وفقاً للموقع نفسه، أن “التسوية” تستهدف بالدرجة الأولى المتخلفين عن “التجنيد الإجباري” والفارين منه، مقابل تعهدهم بأن يلتحقوا ضمن “الفيلق الأول” التابع لقوات النظام، والذي ينتشر في محافظات المنطقة الجنوبية (ريف دمشق – درعا – القنيطرة – السويداء)، على أن تسقط كافة العقوبات المترتبة على “الفرار” و”التخلف”.
ونقل “السويداء24” عن المصدر نفسه، أن “التسوية” تشمل أيضاً المطلوبين بقضايا أمنية، “باستثناء من يوجد بحقه دعاوى شخصية بقضايا قتل وخطف وسلب”، مشيراً إلى أن اللجنة ستقدم كتاباً للشخص الذي يبادر بتسوية وضعه، يتيح له “التنقل بحرّية” في مناطق سيطرة النظام لمدة 6 أشهر.
وأضاف الموقع أن “اللجنة الأمنية المشتركة” وضعت عدة شروط لإجراء “التسوية” للمطلوبين لديها، أولها التعهّد بـ “عدم إثارة الشغب والتظاهر أو رفع الشعارات أو التحريض عليها أو التستر على من يرتكبها أو يحرّض عليها”.
فيما ينص البند الثاني على “عدم القيام بأي فعل أو سلوك يؤدي على التحريض على التظاهر أو المشاركة فيه”.
أما بقية البنود، فتنص على “عدم تخريب أو تعطيل الممتلكات الخاصة والعامة، أو حمل السلاح والاتجار به، وعدم الاعتداء بالقول والفعل على رجال الشرطة والأمن والجيش”.
وعلى الرغم من وقوع السويداء في المناطق التي احتفظ نظام الأسد بالسيطرة عليها منذ العام 2011، إلا أن إحصاءات وتقارير تحدثت عن وجود نحو 100 ألف شاب يعتبرهم النظام “متخلّفين عن الخدمة الإلزامية”، مع رفض غالبية أبناء المحافظة القتال في صفوف نظام الأسد، وظهر ذلك جليّاً عند رفضهم المشاركة في عمليات النظام العسكرية عند السيطرة على محافظة درعا عام 2018.
وبدلاً من الالتحاق بقوات النظام، تشكّلت في السويداء عدة مليشيات محلية، بغاية “حفظ الأمن” والدفاع عن تلك المناطق من هجمات محتملة.
ومنذ العام 2019 حاولت روسيا التوسُّط عدة مرات بين نظام الأسد والقيادات العشائرية والدينية في السويداء، لحلّ أزمة “المطلوبين للتجنيد”.
وشهدت السويداء مؤخراً عدة احتجاجات ضد نظام الأسد، آخرها في نهايات كانون الثاني المنصرم، حين تظاهر العشرات من أبناء المدينة احتجاجاً على قيام أحد ضباط الأسد بإهانة “الرئيس الروحي” للطائفة الدرزية “حكمت الهجري”، ومزّقوا وكسّروا عدة صور لرأس النظام “بشار الأسد” في شوارع المدينة، قبل أن يبادر مسؤولون كبار لدى نظام الأسد بالاعتذار وطلب التهدئة.
كما شهدت السويداء في حزيران 2020 مظاهرات حاشدة ضد نظام الأسد، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات العامة والفساد.