باستخدام كاتم صوت.. تسجيل ثالث عملية قتل بمخيم الهول منذ بداية شباط
الواقع الأمني يزداد سوءاً في مخيم الهول الذي يضم نحو 70 ألف شخص
يستمر مخيم الهول للنازحين شرقي محافظة الحسكة بتسجيل عمليات قتل بحق قاطنيه، ينفذها مجهولون، على الرغم من حصر السلاح بيد الوحدات الكردية المسيطرة على المخيم وتوالي التحذيرات من الفلتان الأمني.
وأفادت مصادر محلية من داخل المخيم لمراسل راديو الكل شرق الفرات، أن الأهالي عثروا أمس الأحد، على جثة شاب في العقد الثالث من عمره، مقتول في القسم الخامس من المخيم، في حادثة هي الثالثة من نوعها منذ بداية شباط.
وقالت المصادر ذاتها، إن مجهولين أطلقوا النار على الشاب مستخدمين مسدساً كاتماً للصوت في الرأس و الصدر، دون وجود أي أدلة على هويتهم، فيما لم تتبن أي جهة المسؤولية حتى ساعة كتابة هذا الخبر.
وهذه الحادثة هي الثالثة من نوعها التي يشهدها مخيم الهول خلال شهر شباط الحالي، بعد مقتل نازح سوري ولاجئ عراقي على يد مجهولين خلال الأسبوع الماضي.
وكان مخيم الهول الذي يضم خليطاً من نازحين سوريين ولاجئين عراقيين وأجانب من عائلات داعش، سجل نحو 15 عملية اغتيال خلال الشهر الماضي (كانون الثاني).
ويقول مراسلنا، إن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- تفتح تحقيقات عقب كل عملية قتل، إلا أنها لا تعلن توصلها إلى أي تفاصيل، مشيراً إلى أن أغلب عمليات القتل تكون بالرصاص حيث إن السلاح محصور بتلك القوات.
وعلى خلفية تزايد أعمال القتل في المخيم، عبرت الأمم المتحدة مؤخراً عن “قلقها الشديد في ظل تدهور الظروف الأمنية في المخيم”، مع الإشارة إلى أن “الحاجة ماسة لإيجاد حل مستدام لجميع المقيمين في المخيم.
كما بينت أن “الارتفاع الأخير في منسوب العنف” في الهول “يهدد قدرة الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين على مواصلة تقديم الدعم الإنساني الضروري بشكل آمن”.
وإلى جانب تردي الواقع الأمني في مخيم الهول، يسوء القطاع الخدمي والطبي والإنساني بشكل عام، حيث تفرض الوحدات الكردية حصاراً خانقاً على القاطنين الذين يقدر عددهم بنحو 70 ألف شخص، يشكل النساء والأطفال ما نسبته 92 بالمئة منهم.
ومع نهاية تشرين الأول الماضي، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن: “الظروف الإنسانية المتردية في مخيم الهول تجعله بيئة نموذجية لتفشي كوفيد -19، كما أن الإجراءات الوقائية كارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي محدودة للغاية”.
كما سجل المخيم خلال الأشهر الماضية، وفاة عشرات الأطفال نتيجة نقص التغذية وغياب الرعاية الطبية والظروف الجوية الصعبة كالبرد القارس والحرارة المرتفعة، وبحسب الهلال الأحمر الكردي، توفي خلال عام 2019، 517 شخصاً بينهم 371 طفلاً، لأسباب أبرزها سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية لحديثي الولادة.