اغتيال أبرز كاتب لبناني تحدث عن دور حزب الله بتزويد النظام بمكونات البراميل المتفجرة
ما أبعاد اغتيال لقمان سليم وانعكاسها على الناشطين السياسيين الداعمين للثورة السورية واللاجئين في لبنان؟
اتجهت الأنظار خلال الساعات القليلة الماضية إلى الساحة اللبنانية التي شهدت عملية اغتيال المفكر والسياسي اللبناني لقمان سليم المعارض لنظام بشار الأسد وإيران وحزب الله لما يمثله من ميزات وخصوصية جعلت القوى الدولية من بينها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي تصدر بيانات تندد بعملية الإغتيال التي هزت الساحة اللبنانية .
وعرف الراحل لقمان سليم بوقوفه إلى جانب ثورة الشعب السوري منذ انطلاقتها وظهر على وسائل الإعلام منددا بعمليات القتل التي مارسها النظام ضد السوريين وبدور ميليشيا حزب الله في مشاركة النظام في قمع انتفاضة السوريين وكان صوتا مدافعا عن الديمقراطية والحرية في لبنان ضد الطبقة السياسية التي سيطرت تلك الميليشيا على معظم مفاصلها خدمة للأجندة الإيرانية إلى جانب شخصيات شيعية لبنانية أخرى .
واغتيل لقمان سليم في جنوب لبنان حيث وجد في سيارته مقتولا بعد تعرضه للتعذيب ، في جريمة هي الثالثة استهدفت شخصيات تحدثت عن دور ميليشيا حزب الله في تخزين نترانت الأمونيوم في مرفأ بيروت لصالح النظام ، حيث قتل قبل نحو شهر المصور جو بيجاني المعروف بمصور مرفأ بيروت ، والعقيد الجمركي منير أبو رجيلي ، ذي الصلة بالتحقيق في تفجير بيروت في ظروف غامضة .
والراحل لقمان سليم الذي لم يوارى الثرى بعد ..كان كشف في حديث تلفزيوني أن نترات الامونيوم التي تسبب بانفجار كبير في مرفأ بيروت تم استيرادها لحساب نظام الأسد من أجل استخدامها في براميله المتفجرة التي يلقيها على السوريين
ووجه لقمان سليم الاتهام بشكل صريح إلى ميلشيا حزب الله في تخزين نترات الأمونيوم في مرفا بيروت منذ سنوات
ووجهت رشا سليم شقيقة الراحل أصابع الإتهام إلى ميليشيا حزب الله في الوقوف وراء جريمة اغتياله
وبالإضافة إلى ظهوره الإعلامي المكثف على وسائل الإعلام لدعم الثورة السورية تجلت مواقف سليم في الوقوف بجانب اللاجئين السوريين في لبنان من خلال إطلاق مبادرة لمناهضة التمييز والعنصرية ضدهم في لبنان، عام 2019 في حين شارك في مؤتمر عُقد بمدينة برن في سويسرا، عام 2016 ، بين مؤسستي “إيتانا” السورية و“أمم للأبحاث والتوثيق” اللبنانية، حول “المسألة السجنية” في سوريا.
وبينما أدان الإئتلاف الوطني المعارض في بيان جريمة اغتيال لقمان سليم وقدم تعازيه لعائلة الراحل ولجميع أصدقائه ورفاقه أكد يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أن لقمان سليم هو شهيد سوريا الذي ساند قضية شعبها وأن النظام الأسد وميليشيا حزب الله يتحملان المسؤلية المباشرة عن اغتياله
وأكد رئيس موقع جنوبية علي الأمين أن اغتيال لقمان سليم هو رسالة بالدم لجميع اللبنانيين الأحرار الذي يعبرون بشكل صريح عن مواقهم
وحمل علي الأمين مسؤولية اغتيال لقمان سليم إلى ميليشيا حزب الله لأن الجريمة تمت في منطقة نفوذها وشدد على أن لقمان سليم هو من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري
ومن جانبه رأى المحلل السياسي حسن النيفي أن لقمان سليم يعد من الأصوات النضالية المتميزة التي نددت بممارسات النظام السوري مشيرا إلى أن حزب الله و نظام الأسد يتحملان المسؤولية في اغتياله
ولقمان سليم مفكر وكاتب لبناني لم يذخر جهدا للعمل في سبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان والوقوف بوجه الظلم وقد أسس دار الجديد للنشر ومركز “أمم للأبحاث والتوثيق” قرب منزله بالضاحية الجنوبية في بيروت ، ويعمل على توثيق ملف المفقودين اللبنانيين في معتقلات نظام الأسد، كما أخرج مع زوجته مونيكا عدة أفلام وثائقية مرتبطة بلبنان وسوريا “عن مجزرة شاتيلا وصبرا” و”تدمر” (2016).
وشهدت ساحة عبد الحميد كرامي “النور” في طرابلس تجمّعاً لعدد من الشبان استنكاراً لجريمة اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم كما نظم عدد من الناشطين وقفة احتجاجية في ساحة سمير قصير في بيروت رفضا للجريمة .
وأدانت “رابطة الكتاب السوريين اغتيال لقمان سليم ووصفته بالخسارة الموجعة لكل الشرفاء في كل مكان ودعت في بيان المجتمع الدولي إلى محاسبة القتلة الذين أسهموا بتدمير سوريا ولبنان
كما أدانت كل من فرنسا والولايات المتحدة الجريمة ودعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش إلى تحقيق عاجل في الاغتيال
وتطرح عملية اغتيال لقمان سليم تخوفا لجهة أن تكون بداية لمسلسل جديد من الاغتيالات لمعارضي نظام الأسد وميليشيا حزب الله ما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة لما ستؤول إليه الأوضاع على الساحة اللبنانية .