“خطوة قد تهدد أوروبا وحلف الأطلسي”.. روسيا توسع مدارج قاعدة حميميم
يساعد توسيع وإعادة تأهيل المدرج الغربي في حميميم على استقبال كافة أنماط القاذفات الروسية الحالية
كشفت صور جوية حديثة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية قيام القوات الروسية بتوسيع أحد مدارج قاعدة حميميم باللاذقية، في خطوة تخول تلك القوات استقبال الطائرات الأكبر حجماً والأكثر حمولة، بما في ذلك القاذفات الإستراتيجية.
وقال موقع “The Drive” في تقرير، يوم الجمعة، إنه حصل على صور جوية للقاعدة الروسية في سوريا تظهر استمرار العمل على توسيع أحد مدرجيها الرئيسيين بحوالي 1000 قدم.
وأضاف أن الصور التي حصل عليها من شركة “Planet Labs”، والتي يعود تاريخها إلى 14 كانون الأول الماضي، أوضحت التوسعات في كلا طرفي المدرج الغربي ليصل طوله إلى 10500 قدم بعد أن كان يبلغ 9500، كما تظهر أيضاً عمليات لإنشاء ممرٍ مساعد لربط الأطراف الشمالية لمدرجي القاعدة.
ومن المحتمل أن يكون الطول الكامل للمدرج في النهاية أطول من ذلك بالنظر إلى وجود ما يبدو أنها استعدادات لإضافة قسم آخر على امتداد ما هو الآن طريق للطرف الشمالي من القاعدة، وإذا ما تم ذلك سيحصل المدرج على إضافة أخرى بطول بحوالي 750 قدما.
وقد قامت الناقلات الروسية الأكبر، بما في ذلك طائرات An-124 الضخمة، بالعديد من الرحلات إلى حميميم، لكن المدرج الأطول يمكن أن يسمح لها بالتحليق داخل القاعدة وخارجها بأوزان إجمالية أكبر، خاصة خلال الأوقات الحارة من العام، كما يعني أن هذه الطائرات ستكون قادرة على جلب المزيد من البضائع والركاب في كل رحلة، وتبسيط العمليات الروتينية إلى القاعدة، التي تعمل كقناة لوجستية مهمة للقوات الروسية في جميع أنحاء سوريا، كما سيوفر المدرج الإضافي هوامش أمان أفضل لحالات الإقلاع المرفوضة.
ويمكن أن يوفر أيضًا نقطة انطلاق وسيطة مفيدة للناقلات الجوية الروسية المثقلة بالأحمال، والتي لا يمكنها التزود بالوقود جواً، أثناء توجهها إلى دول أخرى في المنطقة، مثل ليبيا وما وراءها.
كما يساعد توسيع وإعادة تأهيل المدرج الغربي في حميميم على استقبال أي من القاذفات الثلاث الروسية الحالية، “تو -22 إم 3”، “تو -95 إم إس”، و”تو -160″، وقد استخدمت روسيا قاذفات فوق سوريا في الماضي، لكنها فعلت ذلك من خلال ضربات بعيدة المدى، كما نشرت في عام 2016 قاذفات من طراز “تو -22 إم 3” في قاعدة في إيران لدعم حملتها في سوريا.
ويشكل النشر لتلك القاذفات تحديات جديدة لحلف شمال الأطلسي حيث ستكون القاذفات قادرة على استهداف أجزاء من أوروبا، يمكنها كذلك الاشتباك مع الأصول البحرية في البحر الأبيض المتوسط أثناء أي صراع محتمل، كما ستكون هذه الطائرات في وضع أفضل للاستجابة للأزمات والطوارئ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ووفقاً للموقع، يبدو أن الإضافات هي ثمار خطة الصيانة والتطويرات التي بدأت في عام 2017، وباتت الآن على وشك الانتهاء. كما تضمنت جهود تحسين المدرج على مر السنين بناء ثلاثة ممرات جديدة تربط مدرجي القاعدة معا في نقاط مختلفة.
وأكد الموقع أن القاعدة، التي تضم مدرجين متوازيين يمتدان من الشمال إلى الجنوب، شهدت بالفعل توسعات وإضافات كبيرة منذ وصول القوات الروسية إلى هناك بأعداد كبيرة قبل ست سنوات، حيث تمت إعادة بناء أجزاء كبيرة من المنشأة بشكل فعال أو تحسينها بشكل كبير، بما في ذلك توسيع مرافق الهليكوبتر والبنية التحتية الداعمة والدفاعات بدءاً من عام 2015.
وشملت التحسينات كذلك إضافة منحدر تبلغ مساحته حوالي 819000 قدم مربع مع إمكانية الوصول المباشر إلى المدرج الشرقي الذي تم الانتهاء منه في عام 2016، بالإضافة إلى صف من ملاجئ الطائرات المحصنة في الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة التي تم بناؤها بين عامي 2018 و2019 في الرد على التهديد بهجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة النارية غير المباشرة.
وذكّر الموقع بالهجومين الذين استهدفا القاعدة بداية العام 2018 حيث تعرضت القاعدة لهجومين جماعيين على الأقل بطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل العديد من الأفراد وإلحاق أضرار وتدمير بعدد من الطائرات.
وكانت وثيقة حكومية روسية أظهرت في آب الماضي أن نظام الأسد وافق على منح روسيا أراض إضافية في البر ومساحة من مياه سوريا الإقليمية لكي يتسنى لها توسيع قاعدتها العسكرية الجوية في حميميم باللاذقية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.
وقالت الوثيقة إن الأراضي، التي تبلغ مساحتها ثماني هكتارات في البر ومثلها في المياه الإقليمية، ستُمنح لروسيا بصفة مؤقتة وبدون تكلفة.
وتمتلك روسيا قاعدة جوية في اللاذقية وأخرى بحرية في طرطوس، إضافة إلى عدد من القواعد العسكرية الثانوية.
وكان رأس النظام بشار الأسد طلب من روسيا التدخل عسكرياً إلى جانب نظامه بعد أن فقد السيطرة على معظم مناطق البلاد، ليبدأ الجيش الروسي عدوانه ضد السوريين في أواخر أيلول 2015.