الأوضاع الاقتصادية المتردية تغير من طقوس الزواج في مدينة الباب
صاحب محل لصياغة الذهب: "قبل ارتفاع أسعار الذهب كان هناك إقبال كبير على شرائه وبنسبة مبيعات جيدة".
تغيرت طقوس الأعراس عند بعض الأهالي في مدينة الباب شرقي حلب، فالذهب والملابس الجديدة وإقامة الحفلات، لم تعد من الشروط الأساسية للزواج، إذ أصبح الغالبية يعتمدون على التجهيزات البسيطة، تماشياً مع الظروف المعيشية الصعبة.
وتقول فاطمة العلي من المدينة لراديو الكل، إن ظروف الحرب والتهجير غيرت الكثير من العادات والتقاليد القديمة، حيث كانوا أغلب البنات سابقاً لا يقبلون بالزواج إلا بشراء كمية من المجوهرات، ولكن بسبب قلة فرص العمل وقلة المردود الاقتصادي لدى الشباب اليوم، بات الزواج مقتصراً على الشيء القليل فقط.
وتشير بتول أم محمد من المدينة هي الأخرى لراديو الكل، أن الخطوبة والزواج قبل الحرب كانت تكلف مبالغ مادية كبيرة، لشراء الذهب والملابس وتجهيز أثاث المنزل، بينما اليوم الوضع يختلف عن سابقه بسبب ارتفاع الأسعار الأمر الذي دفع الكثير من العائلات للاكتفاء بشراء الإكسسوارات التقليدية.
وتبين أمل الحمصي من مدينة الباب أيضاً لراديو الكل، أنه “عندما يتقدم إليها أي شاب للزواج، يتم مراعاة وضعه الاقتصادي والمعيشي من قبلها وقبل أهلها، لأن ظروفهم المعيشية ليست بأفضل حالا من المتقدم إليها”.
من جانبه يوضح صاحب محل لبيع المجوهرات في مدينة الباب محمد عبد اللطيف لراديو الكل، أنه قبل ارتفاع أسعار الذهب كانت نسبة المبيعات جيدة، لأن العوائل في مراحل التحضير للزواج، تقبل على شراء 15 غراما من الذهب كمعدل وسطي.
ويلفت عبد اللطيف إلى أنه بعد ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى الدخل عند الأهالي بات شراء الذهب قليل جداً، وأصبحت العوائل تقتصر على شراء 3 غرامات من الذهب فقط، وقد تختلف هذه النسبة بحسب القدرة الشرائية عند الأهالي.
وتنتشر ظاهرة العزوف عن الزواج في الشمال السوري المحرر بشكل كبير جداً لاسيما بعد تشتت الكثير من العائلات في مناطق متفرقة وابتعادهم عن مدنهم وبيوتهم علاوة على أسباب مادية تشكل السبب الأكبر.
وتعيش شريحة الشباب حالة من البطالة إذ أن هناك الكثير من الشباب عاطلين عن العمل والبعض يمارس أعمال متقطعة وبأجرة زهيدة فكيف لهم أن يقدموا على الزواج ما لم تتحسن أوضاعهم بشكل عام.