بعد ساعات من الاتفاق على رفعه.. الوحدات الكردية تعيد حصار المربع الأمني للنظام في القامشلي
سانا: الوحدات الكردية أعادت نصب حواجزها وتقوم بتفتيش الأجهزة الخلوية بحثاً عن مشاركين في الاحتجاجات
أعادت الوحدات الكردية حصار المربع الأمني لقوات النظام في القامشلي وذلك بعد ساعات من بدء رفعه عقب مفاوضات بوساطة روسية.
وأفادت وكالة سانا التابعة للنظام اليوم الأربعاء، 3 من شباط، بأن الوحدات الكردية أعادت نصب حواجزها في عدد من أحياء وشوارع مدينة القامشلي وعند مخبز البعث الآلي وذلك بعد ساعات من بدء إجراءات رفع الحصار الذي فرضته لمدة 20 يوماً.
وأوضحت الوكالة أن الوحدات الكردية عمدت بعد ساعات من بدئها رفع الحصار عن حيي حلكو وطي إلى إعادة نصب حواجزها عند فرن البعث ومدينة الشباب وشارع البرج عند دوار المحكمة.
وأضافت أن الوحدات الكردية تضيق على المدنيين من خلال تشديد إجراءاتها الأمنية على عدد من الحواجز الواقعة في مداخل الأحياء وتقوم بتفتيش الأجهزة الخلوية بحثاً عن مشاركين في الاحتجاجات التي جرت ضدها مؤخراً مع السماح لمرور السيارات الخاصة باستثناء الشارع المؤدي إلى مخبز البعث.
وبحسب الوكالة، منعت الوحدات الكردية الشاحنات التي تحمل الطحين من دخول مركز مدينة الحسكة وفرن البعث وبالتالي استمرار توقف الأفران العامة والخاصة عن العمل.
واتهمت الوكالة أن الوحدات الكردية باختطاف عدداً من المدنيين على طريق القامشلي- الحسكة وأضافت أن مجموعة تابعة للوحدات حاولت خطف أحد شيوخ العشائر من عشيرة طي قبل أن يتمكن من الإفلات منهم وذلك بعد ساعات من إقدامها على اختطاف عدد من الموظفين في المؤسسات الحكومية.
وأمس الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام روسية بتوصل النظام والوحدات الكردية بوساطة روسية لاتفاق مبدئي يقضي بفك الحصار الذي تضربه الوحدات الكردية حول مربعات النظام الأمنية في مدينتي القامشلي والحسكة.
ونقلت قناة “روسيا اليوم”، أمس الثلاثاء، عن مصادر وصفتها بـ “المتطابقة” دون تسميتها، أن الاتفاق على رفع الحصار عن أحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي، دخل حيز التنفيذ وتم الاتفاق برعاية روسية.
وذكرت المصادر، أن الاتفاق ينص على أن تفك الوحدات الكردية الحصار عن المربعين الأمنيين الخاضعين لسيطرة قوات النظام في الحسكة والقامشلي، مقابل فك الأخيرة الحصار عن مخيمات الشهباء والشيخ مقصود في حلب والخاضعتين لسيطرة الوحدات الكردية.
وكان محافظ الحسكة اللواء غسان خليل قال أمس بأنه تم البدء بفك الحصار عن بعض المناطق في مدينة القامشلي، مضيفاً أنه من المنتظر خلال الساعات القادمة فك الحصار عن مدينة الحسكة وباقي مناطق القامشلي ودخول الوقود والطحين.
كما أعلن المكتب الصحفي للمحافظة تأجيل الوقفة الاحتجاجية التي كان مقرراً إجراؤها اليوم في مدينتي الحسكة والقامشلي إلى موعد لاحق غير مسمى.
وشهدت مدينتا الحسكة والقامشلي مؤخراً حالة توتر متصاعد بين قوات النظام والوحدات الكردية إثر قيام الجانبين بشن عمليات اعتقال متبادلة فيما تدخلت روسيا للوساطة بين الطرفين.
وأحكمت الوحدات الكردية منذ أيام حصارها على المربعين الأمنيين للنظام في الحسكة والقامشلي وقطعت عنهما الوقود وامدادات الدقيق بعد أن كانت تكتفي بمحاصرة قوات النظام فقط.
وفي 31 من كانون الثاني، قتل عنصر من شرطة النظام وأصيب آخر برفقة مدنيَّين جراء إطلاق الوحدات الكردية النار على مسيرة دعا إليها النظام داخل مدينة الحسكة من أجل التنديد بالحصار الذي تفرضه الوحدات الكردية على المربع الأمني وسط المدينة.
كما قتل عنصر من قوات النظام وأصيب آخرون في 23 من الشهر الماضي، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين في أحياء حلكو والبشيرية والأربوية بمدينة القامشلي.
ووفقاً لوكالة الأناضول، ساد التوتر بين الجانبين بعد ضغوط مارسها كل من النظام والقوات الروسية على الوحدات الكردية لتسليم بلدة عين عيسى شمالي الرقة لقوات النظام.
وتسيطر الوحدات الكردية، المدعومة من التحالف الدولي، على معظم مدينتي القامشلي والحسكة، فيما تقتصر سيطرة النظام على مربعات أمنية وبعض الأحياء والنقاط العسكرية إضافة إلى مطار القامشلي.