فيلتمان: سوريا ليست أولوية لإدارة بايدن وسياسة الإدارتين السابقتين فشلت باستثناء هزيمة داعش
فيلتمان يستبعد قيام روسيا وإيران بإنقاذ نظام الأسد اقتصادياً
اعتبر المسؤول الأمريكي والأممي السابق جيفري فيلتمان، إن السياسة الأميركية في سوريا، لإدارتي الرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما فشلت في تحقيق نتائج ملموسة إزاء أهداف واشنطن باستثناء هزيمة تنظيم داعش، داعياً إلى انتهاج مقاربة جديدة مع نظام الأسد.
وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق، الذي تقلد منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ومن ثم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية: “يجب أن أعترف أن السياسة الأميركية نحو سوريا في عهد الإدارتين، فإن القسم الوحيد الناجح هو الحرب ضد داعش وهزيمته جغرافياً في العراق وسوريا. لكن ما تبقى من سياسة أميركا نحو سوريا، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة تخدم مصالحنا”.
وأضاف في حوار مع صحيفة “الشرق الاوسط”: أعتقد أن الحكومات (الأميركية) كانت فاشلة. لم نرَ أي تعديلات في سلوك دمشق بسبب فرض العقوبات. العقوبات كانت رسالة رمزية ضد القتل من دمشق، لكن لم تؤدِ إلى تغيير السلوك تكتيكياً أو استراتيجياً”.
واعتبر الدبلوماسي الأميركي السابق أن “تهديد البقاء لحكم الأسد، لم يعد عسكرياً ولا بسبب الانتفاضة، بل بسبب تراجع الوضع الاقتصادي”، مستبعداً أن تقوم روسيا وإيران بإنقاذه اقتصادياً.
وقال: “من غير الواقعي أن تقوم السياسة على تغيير النظام في المدى القصير. نعم، السياسة الأميركية يجب أن تقوم على محاولة تشجيع والتعامل مع القضايا الأكبر من سياسات النظام وسلوكه. لكن لا أظن أن حكم الأسد مضمون في المدى الطويل”.
ودعا فيلتمان، الذي شغل فيما مضى منصب السفير الأمريكي في لبنان، إلى اختبار مقاربة جديدة تقوم على اتخاذ رأس النظام “خطوات ملموسة ومحددة وشفافة لا يمكن العودة عنها في شأن الإصلاح السياسي”، مقابل إقدام واشنطن على أمور بينها تخفيف العقوبات على دمشق.
غير أنه شكك في ذات الوقت باستجابة نظام الأسد لإنجاح هذه المقاربة وقال “في حال قررت إدارة بايدن دعم هذه المقاربة باتجاه دمشق، سيكون لدينا دليل آخر، أن المسؤول عن دمار سوريا هو الأسد، لأنني لا أعتقد أنه سيقوم بخطوات ملموسة للتحقق مثل إطلاق سجناء سياسيين وإصلاحات سياسية ولا مركزية ووقف النار”.
ونفى فيلتمان أن يتم تعيينه مبعوثاً أميركياً جديداً للملف السوري، ورأى أن “تعيين مبعوث لسوريا، ليس في أولوية إدارة بايدن”.
وقال إن سوريا ليست أولوية (لإدارة بايدن)، لكن لها علاقة بجميع الأولويات. لن أضع سوريا في رأس الأولويات، لكنها جزء من قضايا أخرى ويجب اتخاذ قرارات حول كيفية التعاطي مع سوريا.
وشغل فيلتمان منصبي الأمين العام المساعد للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، كما شغل قبل ذلك منصب السفير الأمريكي في لبنان.
وكان فيلتمان، الذي يعمل حالياً في مركز “بروكنغز” قال في اليوم الأخير في منصبه وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية عام 2018، إن “سوريا ما زالت، ربما، أكبر مثال مأساوي على فشل المجتمع الدولي في معالجة كارثة إنسانية تتعلق بالسلم والأمن وحقوق الإنسان”، مضيفاً أن “هذا الفشل في سوريا يعد سبباً لإعادة إلزام أنفسنا بالسعي لتحقيق السلم والعدل بعزم أكبر، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم.”