تحذير أممي من أوضاع كارثية بالشمال المحرر مع تضرر 121 ألف شخص بالأمطار
الأمم المتحدة: سوريا سجلت أكبر أزمة نزوح في هذا القرن حيث أجبر 12 مليون شخص على ترك منازلهم
حذرت الأمم المتحدة مجدداً من الأوضاع الكارثية التي يواجهها النازحون في شمال غربي سوريا، مؤكدة تضرر ما لا يقل عن 121 ألف شخص جراء العاصفة المطرية الأخيرة، كما أشارت إلى أن سوريا سجلت أكبر أزمة نزوح في هذا القرن حيث أجبر 12 مليون شخص على ترك منازلهم.
وقال مارك كتس، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية أمس الجمعة، إن العاملين في المجال الإنساني يعملون “على مدار الساعة” لإعادة فتح طرق الوصول وتقديم الإغاثة الطارئة جراء الأثر الكارثي الذي أحدثته الفيضانات الأخيرة على النازحين الذين يعيشون في مخيمات في شمال غرب سوريا.
وأضاف كتس، خلال مؤتمر صحفي من جنيف: “الحقيقة هي أن الناس في هذه المنطقة يواجهون وضعا كارثياً، الناس في هذه المخيمات يائسون، والعاملون في المجال الإنساني غارقون في الأزمة التي حذرت الأمم المتحدة من أنها قادمة”، وفق ما نقل موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن توفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة وإمدادات الإغاثة الأخرى “مشروع ضخم… سيستمر لعدة أشهر”.
ووفقاً لأحدث التقارير الأممية، أسفرت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية في شمال غرب سوريا عن مقتل طفل وإصابة ثلاثة أشخاص على الأقل فيما يحاول العاملون في المجال الإنساني بشكل يائس الوصول إلى المجتمعات المتضررة.
وبحسب أرقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تضرر نحو 121 ألف شخص في 304 مواقع بشدة وتضررت أو دمرت أكثر من 21700 خيمة.
وقال كاتس: “إنني قلق للغاية بشأن التأثير المدمر للفيضانات الأخيرة على النازحين الذين يعيشون في مخيمات في شمال غرب سوريا”.
وأضاف: “إنها أزمة تزداد سوءا في ظل القتال المستمر والنزوح والأزمة الاقتصادية المتفاقمة وفيروس كوفيد -19 ودرجات الحرارة المنخفضة والفيضانات الآن”.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين كانوا يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة قد جرفت الكثير من مخزوناتهم الغذائية، والسلع المنزلية وغيرها من الممتلكات الضئيلة أصلاً.
ووفقاً للمسؤول الأممي، مع اقتراب الصراع من عامه العاشر في سوريا، أجبر 12 مليون شخص على ترك منازلهم، مما يجعلها أكبر أزمة نزوح في هذا القرن.
وأشار إلى أن هناك حوالي 2.7 مليون نازح في آخر منطقة للمعارضة شمال غرب سوريا، بما في ذلك 1.6 مليون يقطنون في أكثر من 1300 مخيم وموقع غير رسمي، دون مرافق صحية أو مدارس أو غيرها من المرافق الضرورية.
ولفت إلى نزوح مليون شخص العام الماضي بسبب القتال في شمال غربي سوريا. وأوضح أن الكثير من أولئك النازحين مازالوا يعيشون تحت أشجار الزيتون على جوانب الطرق، حيث لا توجد مخيمات كافية لجميع هؤلاء الناس، مشيراً إلى أن “الاستجابة الدولية لم تتناسب مع حجم الأزمة”.
وتطرق المسؤول الأممي إلى إصابات كورونا في المنطقة، وقال إنه “على الرغم من الانخفاض في الحالات الجديدة، فإن عدد الوفيات ارتفع بنسبة تبلغ نحو 46 في المائة منذ منتصف كانون الأول، ليصل عدد الوفيات إلى 380 حالة”.
وشدد كاتس على أن “المطلوب قبل كل شيء هو إنهاء الصراع”. مستدركاً أنه “في حالة عدم وجود حل سياسي، يجب ضمان الوصول والتمويل الضروريين للاستجابة الإنسانية المستمرة”.
وختم بالقول: “مهما كانت الأزمة الإنسانية كبيرة، يتفق الجميع على أن الحلول في نهاية المطاف سياسية وليست إنسانية”.
وسجلت مناطق شمال غرب سوريا مؤخراً هطولات مطرية غزيرة ما أدى إلى تضرر عشرات مخيمات النازحين في المنطقة.
وفي 27 من كانون الثاني الحالي، أفادت الأمم المتحدة في بيان بتأثر أكثر من 67 ألف نازح داخلياً في نحو 200 موقع يؤيهم شمال غرب سوريا، مع تدمير أو تضرر 11,500 خيمة، مما أسفر عن وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
وأكدت المنظمة أن ظروف الشتاء تشكل مصدر قلق خاص لما يقدّر بنحو 2.2 مليون من النازحين داخلياً ممن يعيشون في ظروف إيواء غير ملائمة في جميع أنحاء سوريا.
جدير بالذكر أن الشمال السوري المحرر يضم 1304 مخيمات تؤوي أكثر من مليون نازح يعانون من أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة.