بعد أسابيع من الهدوء.. الجيش الوطني يشتبك مع الوحدات الكردية قرب عين عيسى
أكدت أنقرة بالفترة الأخيرة إصرارها على الاستمرار في محاربة الوحدات الكردية
تجددت الاشتباكات بين الجيشِ الوطني السوري والوحدات الكردية على جبهة عين عيسى شمالي الرقة، بعد هدوء حذر استمر عدة أسابيع، حيث لوّحت تركيا بعمل عسكري هناك قبل أن تتدخل روسيا لتثبيت قدمها وقطع الطريق أمام تركيا.
وقال مراسل راديو الكل شرق نهر الفرات، إن اشتباكات عنيفة اندلعت الليلة الماضية بين الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- على أطراف قرية المعلك، دون ذكر وقوع خسائر في صفوف الطرفين.
وأضاف مراسلنا، أن هذه الاشتباكات أتت بعد توقف العمليات العسكرية على جبهات عين عيسى عدة أسابيع، بعد أن تم الحديث عن تدخل روسيا بالمنطقة عقب تهديد تركيا بعمل عسكري.
من جانبها وكالة “هاوار” المقربة من الوحدات الكردية، قالت إن “الجيش الوطني السوري حاول التقدم في محيط قرية معلك والطريق الدولي شمال غربي عين عيسى ما أدى إلى اندلاع اشتباكات قوية مع قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضافت أن الجيشين التركي والوطني السوري قصفا قرية معلك والطريق الدولي شمال غرب ناحية عين عيسى بالأسلحة الثقيلة قبل محاولة التقدم، في حين لم تذكر حدوث أي تغير في خارطة السيطرة العسكرية.
وعملت روسيا خلال الشهر الماضي بعد زيادة التوتر في عين عيسى إلى محاولة دخولها مع النظام بالاتفاق مع الوحدات الكردية إلا أن ذلك غير واضح حتى اليوم.
وتعتبر عين عيسى منطقة استراتيجية للقوى المنتشرة شرقي نهر الفرات، إذ إنها تعتبر نقطة وصل رئيسية وعقدة مواصلات بين الحسكة والرقة على الطريق الدولي “إم فور”، كما أنها النقطة الأهم من الناحية العسكرية للدفاع عن مدينة الرقة.
وتصنف تركيا الوحدات الكردية على قوائم الإرهاب وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، وكانت الدفاع التركية قد لوحت بعمل عسكري جديد ضد تلك الوحدات شرق الفرات.
وفي الأسبوع الأول من الشهر الحالي اقترب الجيش التركي من مواقع قوات النظام وروسيا على الطريق الدولي المعروف بإم فور شمال غرب بلدة عين عيسى وأنشأ نقطة عسكرية شمال الطريق ذاته كأقرب وجود عسكري تركي إلى ذلك الطريق.
كما أنشأت قوات النظام في الفترة ذاتها نقطتين عسكريتين قبالة قرية الهوشان المطلة على طريق الإم فور.
وسيطرت تركيا والجيش الوطني السوري على مناطق واسعة شمالي الرقة خلال عملية نبع السلام (أواخر 2019)، كما توصلت تركيا إلى اتفاقات مع روسيا وواشنطن تتعلق بانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة إلا أن أياً من ذلك لم ينفذ.
وهددت تركيا خلال الأشهر الماضية بشن عمل عسكري شرق الفرات على تخوم منطقة نبع السلام للحد من تحركات واستفزازات الوحدات الكردية للمناطق المحررة، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن، حيث برز للواجهة تدخلات روسية بالمنطقة لم تتضح معالمها بعد.
وأول أمس أكدت أنقرة إصرارها على الاستمرار في محاربة الوحدات الكردية عندما دعا مجلس الأمن القومي التركي في اجتماعٍ برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى ضرورة إنهاء وجود التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها (بي كا كا) على حدودها الجنوبية مع سوريا.
وفي كانون الأول الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه “لا مكان أبداً للمنظمة الانفصالية (بي كا كا) في مستقبل تركيا وسوريا والعراق”.